رغم تصاعد النزعات العنصرية ومعاداة الاسلام والأجانب في هولندا، تمكن حزب "فكّر" الذي أسسه سياسيان من أصول تركية، تحقيق "نجاح تاريخي"، وحصد ثلاثة مقاعد في البرلمان. وحصل حزب Denk (تعني باللغة الهولندية فكّر) على 205 آلاف صوت في الانتخابات العامة التي شهدتها البلاد مؤخرا، في ظل الفضيحة الدبلوماسية المتمثلة بمنع وزيرين تركيين من لقاء أبناء جاليتهما، والتوتر مع تركيا على خلفية ذلك. وتمكن مؤسسا الحزب "طوناهان كوزو"، و"سلجوق أوزتورك"، من دخول البرلمان، إلى جانب نائب آخر من الحزب، من أصل مغربي. وحول النجاح اللافت قال كوزو للأناضول، إن الأقليات التي تنحدر من إثنيات مختلفة، منزعجة من صعود العنصرية في هولندا، وأبدت ردة فعلها إزاء ذلك، من خلال التصويت لحزبهم. وكشف أنهم تجولوا في كافة أرجاء هولندا على مدار العامين الماضيين، استعدادا للانتخابات، وزاروا 150 مدينة. وأردف أنهم شرحوا وجهات نظهرهم للمواطنين حيث ذهبوا، وأكدوا لهم ضرورة التكاتف في مواجهة العنصرية. وشدد على أن أهم أهداف الحزب، مكافحة الخطابات العنصرية والاسلاموفوبيا، التي يروج لها سياسيون مثل رئيس الوزراء المنتهية ولايته مارك روته، والزعيم اليميني المتطرف خيرت فيلدرز. بدوره نوه أوزتورك أنهم سطرّوا "نجاحا تاريخيا"، وأن حزبهم لا يقتصر على فئة بذاتها، بل يعد حزبا ل 17 مليون مواطن في هولندا. وأكد على أنهم سيقفون في وجه العنصرية والتمييز ومحاولات الإيقاع بين المواطنين من قبل الساسة المتطرفين. وحول مشاريعهم المستقبلية، قال أوزتورك :"سنفتتح أكاديمية سياسية لتهيئة الشباب للعمل السياسي، فنحن بحاجة اليهم في السياسة المحلية". وتطرق النائبان إلى حزبهما السابق "العمال" الذي فقد 29 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، بعدما كان حصد 38 مقعدا، عام 2012، حيث أكدا ضرورة مراجعة الحزب سياسته. واعتبر أوزتورك أن حزب العمال ابتعد عن قيمه، وبالتالي عاقبه الشعب، في صناديق الاقتراع. وأوضح أن حزب "العمال" تغير موقفه تجاه المهاجرين والمواطنين من أصول أجنبية، وابتعد عن الفكر الديمقراطي الاجتماعي. وأسس كوزو وأوزتورك، حزب "فكّر"، بعد فصلهما من حزب العمال، على خلفية تحفظهما على سياسات الاندماج للحزب. وكان النائبان دخلا البرلمان خلال الدورة الماضية، عن طريق حزب العمال. وأظهرت نتائج أولية للانتخابات العامة في هولندا، استمرار حزب "الشعب للحرية والديمقراطية" في الصدارة، وتقدما طفيفا لحزب "الحرية" اليميني المتطرف بزعامة فيلدرز، بعكس التوقعات بتحقيقه تقدماً كبيراً. ووفق نتائج أولية أعلنتها لجنة الانتخابات، حصد الحزب الحاكم (يمين وسط) 31 مقعداً، من أصل 150 هي مقاعد البرلمان الهولندي، مقارنة ب41 مقعداً في انتخابات 2012، فيما حصل حزب اليميني المتطرف، فيلدرز، على 19 مقعداً، مقارنة ب15، فيما يبرز حزب الخضر اليساري كأهم الرابحين من الانتخابات، بحصده 16 مقعداً، مقارنة ب4 فقط في الانتخابات الماضية. *وكالة الأناضول