وضع مسؤولو المجلس الجماعي لطنجة؛ أنفسهم على "هامش" الطفرة السياحية التي سجلتها عاصمة البوغاز؛ خلال لموسم الصيفي الحالي؛ وبدوا بعيدين كل البعد عن الموضوع رغم أهميته وحيويته؛ حيث ظل حضور المؤسسة التمثيلية التي ينتمون إليها باهتا خلال أسابيع العطلة الصيفية التي أوشكت على نهايتها. واتضح أن منتخبي الجماعة؛ في مقدمتهم العمدة منير ليموري؛ غير معنيين بالإسهام في إسباغ قيمة مضافة على الموسم السياحي سواء في مرحلة الذروة أو لحظة الانتهاء؛ بخلاف عدد من الجماعات المجاورة التي أبدع ممثلوها بشكل كبير -رغم أن إمكانياتها متواضعة مقارنة مع جماعة طنجة- في تنشيط هذه الفترة التي تأتي عقب عامين من الركود بسبب تبعات جائحة كورونا. وهكذا؛ سجل مراقبون للشأن المحلي؛ اقتصار جماعة طنجة ومصالحها؛ على أداء أدوار تقليدية كما جرت العادة؛ لم تتعدى عمليات تنظيف بضع فضاءات شاطئية تابعة لها؛ وكلها تدخلات انحصرت في فترة بداية الموسم السياحي؛ وما كان ليظهر وقعها لولا الإسهام الوازن لعدد من المتدخلين الخواص. ونظرا لغياب أي مبادرات تنشيطية ضمن برنامج صيفي يفترض أن يكون المجلس الجماعي قد سطره مسبقا؛ فقد ظلت العديد من الفضاءات الثقافية والمعالم التاريخية "شبه ميتة" وأخرى مُغلقة وغائبة تماما عن المشهد السياحي؛ خصوصاً وأن الفترة تشهد توافدا للسياح من داخل المغرب وخارجه بالإضافة إلى توافد كبير واستثنائي لأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج. المعالم التي باتت شبه ميتة؛ كما هو الشأن بالنسبة لساحات وفضاءات المدينة العتيقة التي ظلت مسرحا ل"هدوء قاتل"؛ في وقت كان من المفترض أن تكون جنباتها تعج بالأنشطة الثقافية والفنية المختلفة؛ وعلى امتداد فترات اليوم وبالخصوص خلال الليل. ويطرح الرأي العام المحلي بمدينة طنجة؛ العديد من علامات الاستفهام؛ حول عدم استلهام منتخبيهم تجارب التنشيط السياحي الذي اعتمدته بعض المدن الأجنبية؛ مثل مدن الجنوب الإسباني؛ التي باتت تحمل شارة الريادة داخل إسبانيا وخارجها؛ بل إنها شكلت محجا مفضلا لمجموعة من هؤلاء المنتخبين لقضاء عطلتهم الصيفية؛ في وقت كان لزاما عليهم أن يكونوا موجودين لمواكبة هذه الفترة الاستثنائية في مدينتهم طنجة؛ ولكن كما يقول الحكماء الذي لا يفقهون في الحكامة "لمن تحكي زابورك يا داوود".