كشف مقربون من أحد الناجيين من حادثة السير التي وقعت الأحد الماضي، بالقرب من دائرة باب برد بإقليم شفشاون، في حديث مع "طنجة 24"، عن حقائق "مؤلمة" تكشف الاستهانة الكبيرة بأرواح المواطنين في المناطق النائية، التي تعد المناطق التابعة لإقليم "شفشاون" واحدة منها. وقال المتحدثون في تفصيل هذه الحادثة التي أودت بحياة أربعة أشخاص وإصابة أربعة أخرين إصابات خطيرة، -لازالوا يرقدون في مستشفيات تطوان-، أن سيارات الإسعاف تأخرت عن المجيء إلى عين المكان لأزيد من ساعتين ونصف، الأمر الذي ساهم في إزهاق أرواح الأشخاص الأربعة، إضافة إلى نزيف كميات كبيرة من الدم من الأشخاص الذين أُصيبوا بجروح في هذه الحادثة. وأضاف المتحدثون في السياق نفسه، أن سيارات الإسعاف الأربعة المتأخرة التي قدمت من "الجبهة" و "أمتار" و"بني رزين"، لا تتوفر على أبسط الإمكانيات الأولية التي يمكن أن تساعد في إنقاذ المصابين، وتقليص خطورة الإصابة إلى حين الوصول إلى المستشفى. وحين قامت سيارات الإسعاف بنقل المصابين إلى المستشفى العمومي بإقليم شفشاون، قال المتحدثون أن المصابين قُبلوا بمعاملة سيئة هناك، وتم استقبال من كانت حالة إصابته طفيفة فقط، بينما المصابين الأربعة الذين كانوا في حالة تستدعي التدخل السريع رفضوا استقبالهم، فتم نقلهم إلى مستشفى سانية الرمل بتطوان. وفي مستشفى سانية الرمل العمومي، قال المتحدثون لطنجة 24 بمزيد من التفاصيل، أن أسر المصابين اضطروا في هذا المستشفى الشهير بتطوان، إلى شراء أبسط الأدوية والضمادات التي يحتجها المصابون في مثل هذه الحوادث، إذ لم يوفر المستشفى أي شيء لهم حسب قولهم. لكن ما أثار غضب المتحدثين كما ورد على لسانهم، هو تأخر الطبيب المعالج عن القدوم لمعالجة المصابين لأزيد من 24 ساعة، الأمر الذي زاد من معاناة المصابين الذين لازالوا يرقدون في غرف الإنعاش منهم السائق الذي لم تعرف مدى خطورة إصابته إلى هذه اللحظة. كشفت هذه الحقائق التي كشف عنها مقربون من أحد المصابين في هذه الحادثة المروعة، عن إستهانة كبيرة بأرواح المواطنين، خاصة في المناطق النائية، وعن تردي الوضع الطبي داخل المستشفيات العمومية لمدن تصل نسمة سكانها لأعداد كبيرة، كما تطرح العديد من الأسئلة حول مناطق لا تزال بدون مستشفيات بمعايير "محترمة" ك"الجبهة" و "بني رزين" و"أمتار". وجدير بالذكر أن عدد الركاب الذين أصيبوا في هذه الحادثة هو 14 راكبا من بينهم امرأة واحدة، لقي أربعة أشخاص منهم مصرعهم، في حين أصيب أربعة آخرين بجروح خطيرة، أما الباقين فحالة إصابتهم كانت طفيفة، وكانوا متوجهين من دوار "الناليين" نحو "أحد بني رزين" للتسوق في سيارة "مرسيديس 207"، على عكس ما ورد في قصاصة "لاماب" من كونها حافلة.