تواصل النيران اجتياحها لمزيد من المساحات الغابوية والمناطق السكنية بإقليم العرائش، مخلفة خسائر مادية جسيمة، في وقت تتردد فيه أنباء عن سقوط ضحايا، ضمنهم حالتي وفاة مؤكدة لامرأتين بجماعة بني عروس. وبحسب مصادر محلية، فقد أتت النيران المتأججة، على ثلاث دواوير سكنية بكاملها، كما تضررت أعداد كبيرة من المنازل، لا سيما على مستوى مداشر بجماعة بني عروس وجماعة تازرورت. وتشير ذات المصادر، إلى أن الوضع بالمنطقة بات "في غاية الخطورة" بفعل سرعة امتداد النيران لمزيد من المساحات، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الإطفاء المكونة من وحدات برية المدعومة بطائرات من نوع "كنادير" تابعة للقوات الجوية، وطائرات أخرى من نوع "توربو تراش"، التي تنفذ طلعات جوية متواصلة. وذكر مصدر خاص من جماعة تازرورت، بان الشرارة الأولى للحريق، انطلقت بفعل تماس كهربائي عند الساعة الواحدة من زوال اليوم الإثنين، على مستوى منطقة "تازيا"، قبل أن ينتقل إلى منطقة مجاورة تدعى "أمسملي"، نتيجة الرياح القوية التي تشهدها المنطقة، مشيرا إلى سماع دوي انفجارات يرجح أنها ناجمة عن قنينات الغاز المتواجدة في بعض المنازل المتضررة. وأضاف المصدر الذي فضل عدم تسمية هويته في إفادته الخاصة بجريدة طنجة 24 الإلكترونية، بأن عدم صيانة خطوط الكهرباء العابرة بمحاذاة الأشجار العالية، يعتبر أحد الأسباب الكامنة وراء وقوع هذه الكارثة، مسجلا تأخرا كبيرا في عمليات التدخل لتطويق ألسنة النيران التي تسببت في تدمير عدد من مساكن المواطنين. وتعتبر المنطقة المتضررة من هذا الحريق الهائل، ذات طبيعة تضاريسية وعرة، تزيد إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة والهبوب القوي للرياح، في تعقيد مساعي التدخلات البرية على وجه الخصوص. وفي الوقت الذي لم تتوفر فيه حتى الساعة التاسعة مساء، معطيات رسمية حول حصيلة الخسائر الناجمة عن هذا الحريق، فإن إرهاصات كارثة جديدة تلوح في الأفق بإقليم العرائش، على بعد أيام قليلة من السيطرة على حرائق مهولة، أتت على أزيد من 10 آلاف هكتار بعدة أقاليم بشمال المملكة.