نحن نساء فيدرالية terre des femmes (أرض النساء) بأوروبا، نستقبل عيد المرأة لهذه العام؛ وكلنا أمل وحماس من أجل المضي في مسار بناء أوطان جميلة تختفي فيها كل التمايزات بكل أشكالها. فنحن في الفيدرالية، لا يمكن أن نستقبل هذا العيد ببيان أو نداءات نردد فيها الشعارات التقليدية البالية، والتي نعتبرها مجرد كلمات تفتقد لمضامينها الحقيقية مثلا كأسطوانة "المرأة نصف المجتمع وأساسه" أو "المرأة كوكب يستنير به الرجل ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام"؛ أو "العالم بلا امرأة كعين بلا بؤبؤ وحديقة بلا أزهار"؛ إلى غيرها من الشعارات التقليدية البالية… ولكن مقامنا ليس مقام هذه الشعارات؛ بل مقام الأفعال ووضع الأمور في نصابها الحقيقي. فعلى الرغم مما حققته المرأة من إنجازات فردية على صعيد انخراطها في التعليم بمختلف مراحله، ودخولها عالم المهن المختلفة من طبية، تدريسية، هندسية، إدارية وجامعية وصولا إلى تبوأ مناصب عليا وزارية وغيرها، فهذا لا يعني بأي شكل من الأشكال أنها حققت مرادها من المساواة مع الرجل، فعملية المساواة؛ هي أولا وقبل كل شيء؛ عملية ذهنية عقلية اجتماعية تلعب فيها الأسرة دورا رياديا بفضل التنشئة الاجتماعية والتربية المستديمة للفرد اتجاه نفسه وتجاه الجنس الآخر. وكرئيسة لفيدرالية terre des femmes بأوروبا، سأعمل على قياس تجربتي السياسية والجمعوية والانتخابية والتدبيرية بالمغرب مع تجارب النساء الرياديات في أوروبا، في مختلف المجالات الجمعوية والسياسية والإدارية، من أجل صياغة نموذج و أرضية متكاملة لفيدرالية terre des femmes أرض النساء؛ تتلاقح فيها كل تجارب كل نساء العالم، وسأعمل على نقلها إقليميا ووطنيا ودوليا لبلوغ الأهداف المسطرة، لأنني أملك كل الحوافز وأضمر كل شروط العمل الجاد من أجل إطلاق دينامية كلها أمل وحماسة في بلوغ الغد المنشود، بالرغم من كل العراقيل التي لا أعتبرها إلا تشجيعات وحوافز تدفعني للمزيد من العطاء واستنهاض الهمم. فالجهود الصادقة والحريصة منها، الدولية والإقليمية يجب أن تتوجه إلى إنقاذ المرأة من سلوكيات الإخلال والحط من قيمتها الشخصية والاجتماعية، وفسح كافة فرص الإسهام الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للإسهام في بناء مجتمعات أفضل لا تخضع لمزاج الفتاوى الشخصية والاجتهاد المبتذل. فمكانة المرأة ليست موضوعا للاجتهاد، بل هي موضوع للمساواة وتحقيق العدالة الاجتماعية بين قطبين متكافئين، وبلوغ هذا المرمى النبيل يتوقف على تحديث المنظومة التشريعية الوطنية وملاءمتها مع كل القوانين الدولية التي تدفع بالمرأة إلى السمو بمكانتها في المجتمع ، وبهذا فقط يمكننا أن نتجاوز كافة المساوئ التي تمخضت عن اعتماد مقاربة التمييز الإيجابي بين الرجل والمرأة في منظومتها التشريعية الوطنية والتي أدت إلى نتائج كارثية من حيث التمثيلية الانتخابية والسياسية. ومن كل ما سبق، أدعو نساء إقليمنا الحبيب الحسيمة ووطننا ككل؛ إلى النهوض بشكل جماعي؛ من أجل الدفاع عن المسار الصحيح لنضال المرأة وعدم الانسياق وراء الشعارات المزيفة التي تتزين بها أغلب البرامج السياسية بوطننا الحبيب. وكل عام و كل نساء العالم أفضل. *رئيسة فيدرالية terre des femmes بأوروبا.