ٲكد متدخلون في ندوة فكرية نظمتها جماعة العدل والإحسان، مساء اليوم الجمعة بمدينة طنجة، على كون الحوار هو السبيل الوحيد الذي بمقدوره إبعاد المجتمع والٲفراد عن الٲفكار المتطرفة والتوجهات الخطيرة التي من الممكن أن تضر بالبلد. وشدد المتدخلون في الندوة التي نظمت بمناسبة الذكرى الرابعة لوفاة مرشد الجماعة عبد السلام ياسين، وحملت شعار "الحوار وبناء الأفق المشترك"، على ضرورة العمل بقواعد التواصل والحوار مع مختلف الفرقاء مهما كانت توجهاتهم، من أجل الخروج بنتائج إيجابية تصب في مصلحة الجميع. وأوضح عمر أبرشان عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان، أن هذا الحوار سيكون بديلا عن المقاطعة والعزوف أو المشاركة السلبية، وذلك لقطع الطريق أمام الراغبين في الوقوف ضد الإرادة الشعبية، وتأكيدا على إنفتاح هذا التنظيم على مختلف التوجهات الأخرى. وأكد أبرشان، في كلمة له بالمناسبة، أن هذه الندوة ستكون فرصة لإرساء قواعد حوار حقيقية تجمع بين ما هو فكري وما هو سياسي، مؤكدا أن هذا الأخير لن يهدف للوصول إلى توافقات، وذلك لعدم وجود أي خلاف من الأصل نظرا لإنعدام الإشتراطات القبلية التي لا تساعد على الوصول لنتائج. وأضاف عضو المكتب السياسي، أن هذا الحوار سيفضي لتشكيل لجنة مكلفة بإعداد ميثاق لإعلان المبادئ، وذلك في أفق الاستعداد للدخول لمجال التنافس والصراع الانتخابي، والذي يحتكم لقوة البرامج السياسية وميولات الكتلة الناخبة، موضحا أن هذا الأمر هو الذي سيوصلنا إلى تجانس مجتمعي، يقبل كل طرف فيه الأخر. من جهته أكد عبد الله الحريف عضو المجلس الوطني للنهج الديمقراطي، أن الحوار الذي يجمعهم مع الفرقاء الأخرين يأتي لوضع الأسس للعمل المستقبلي المشترك والذي يتوخى ما فيه صالح المجتمع، مضيفا أن هذا الأخير يسعى للاتفاق على الخطوط العريضة للنضال المشترك، ولتجاوز الأخطاء التي وقع فيها التنظيمات السابقة في مختلف المناطق والدول. وشدد الحريف على ضرورة أن يكون الحوار مواكبا للتغيرات التي تحدث في العالم ، مع تجاوز الحزازات والحسابات الضيقة، وتوحيد الرؤية وتحديد القضايا المحورية المعنية بالنقاش، مضيفا في ذات السياق أن الأمر يتطلب شجاعة وروح المبادرة من اجل تحقيق الأهداف المتوخاة. أما ادريس المساعد رئيس الحركة من اجل الأمة، فقد ركز في مداخلته على الشق المتعلق بسؤال الأفق، حيث أكد أن هذا الأخير هو محطة تفكير ساهمت في بناءها أجيال سابقة، وهو الذي سيمكننا من وضع الفعل السياسي في المجتمع، وأن الحوار هو حالة صحية يسعى من خلالها الأطراف لتفادي وقوع المشاكل وليس لحلها. ولم يفوت محمد بنمسعود ، عضو الأمانة العامة لجماعة العدل والإحسان وخبير في الديداكتيك، للتأكيد في تدخله على أن هذا اللقاء فرصة للتعريف بفكر الراحل عبد السلام ياسين، والتٲكيد على إقبال الجماعة على الحوار والتواصل، وهو ما يتجلى من خلال عنوان الندوة، مضيفا أن المتابع لتوجه الجماعة ومبادئها سيعرف ان الدعوة إلى الحوار مع جميع الفرقاء من مختلف التوجهات والتيارات، ليست منعطف جاء في ظرفية معينة، بل هو من ضمن الأسس التي قامت عليها الجماعة، وهو ما نجده واضحا في كتابات عبد السلام ياسين وخطبه ومنشوراته. وتجدر الإشارة إلى أن جماعة العدل والإحسان المعارضة، أكدت في السابق رفضها المشاركة السياسية في ظل الشروط السياسية القائمة بالمغرب، وهو ما تجلى من خلال مقاطعتها الاستفتاء على الدستور سنة 2011، كما أنها وفي موقف مغاير، شاركت في الحراك السياسي الذي عرفه المغرب مع انطلاق ما يسمى بالربيع العربي ضمن حركة 20 فبراير ، التي نادت بإسقاط الفساد والاستبداد وإقرار العدالة الاجتماعية، غير أنها انسحبت من ذاك الحراك بعد شهور قليلة عقب تشكيل الحكومة المغربية الحالية. وانتخب محمد عبادي في 24 دجنبر 2012 أمينا عاما للجماعة إثر وفاة مؤسسها ومرشدها العام عبد السلام ياسين في الثالث عشر من الشهر نفسه، وذلك بعد أن تقرر الاحتفاظ بلقب المرشد العام للراحل عبد السلام ياسين.