حطت اللقاءات التشاورية الخاصة بإعداد "برنامج التنمية الجهوية 2022-2027″، التي يشرف عليها مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة رحالها بإقليمالعرائش يوم أمس الخميس. ففي إطار سلسلة اللقاءات التشاورية لإعداد "برنامج التنمية الجهوية 2022-2027″، التي أطلقها مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، احتضن مقر عمالة العرائش أمس الخميس المحطة الثالثة من هذه اللقاءات التي ستشمل جميع عمالات وأقاليم الجهة. وقد ترأس هذا اللقاء رئيس مجلس الجهة عمر مورو وعامل إقليمالعرائش بوعاصم العالمين، كما عرف حضور أعضاء مكتب ومجلس الجهة والبرلمانيين وممثلي الهيئات المنتخبة بالإقليم وممثلي المجتمع المدني وشركاء آخرين. وقد تم، بالمناسبة، تقديم عرضين تأطيريين لكل من رئيس الجهة وعامل الإقليم، جرى خلالهما استعراض وتقديم سياق إعداد البرنامج و إطاره الاستراتيجي ومراميه وأهدافه الأساسية لتحقيق التنمية الجهوية والعدالة المجالية، مع مراعاة تقاطعات "برنامج التنمية الجهوية" مع النموذج التنموي الجديد الذي دعا إليه الملك محمد السادس. وفي هذا الإطار، أكد عمر مورو على أهمية هذا اللقاء التشاوري وبعديه التشخيصي والاقتراحي، مشيرا إلى أن الجهة تمتلك مقومات تنموية كبرى تحتاج إلى اعتماد مقاربات الالتقائية والفعالية والنجاعة والسرعة في تنفيذ وإنجاز المشاريع، بهدف الاستجابة للحاجيات الاقتصادية والاجتماعية، الآنية والمستقبلية، لساكنة الجهة والمناطق التابعة لها. وفي تصريح له، أبرز عمر مورو أن اللقاء التشاوري الثالث بعد لقاءي المضيق ووزان، يروم كسابقيه فتح مشاورات مع مختلف الفاعلين الفاعلين الاقليميين والهيئات المدنية والهيئات المنتخبة ومسؤولي المصالح الخارجية من أجل تدارس كل القضايا التنموية التي تعني المنطقة والمقاربات التشاركية والجهود الموحدة التي ستمكن من تجاوز الاشكالات التي تعرقل المسار التنموي، وستمكن أيضا من الاستجابة لتطلعات ساكنة الإقليم، الذي يتوفر على مؤهلات مهمة يجب استغلالها بشكل أمثل وعلى أحسن وجه في مخطط متوازن وناجع. وأضاف أن اللقاء شكل أيضا فرصة للاطلاع على استراتيجية النهوض بمختلف القطاعات المهمة بالاقليم في إطار البرامج التنموية المحلية وكذا في إطار البرنامج التنموي الجهوي، بشكل يروم تحقيق العدالة المجالية والتنمية المستدامة وضمان التناسق والتكامل والتقائية المشاريع والبرامج والعمل المشترك لبلوغ الأهداف العامة، التي ستمكن إقليمالعرائش وباقي مناطق الجهة من تنزيل مشاريع نوعية تقوم على أسس صلبة ومتينة والتجاوب مع مرامي النموذج التنموي الجديد والمخططات الحكومية ذات الصلة. من جهته، قال رئيس جماعة العرائش، عبد المومن الصبيحي، في تصريح مماثل، إن اللقاء التشاوري، الذي احتضنته مدينة العرائش، شكل فرصة لتبليغ صوت ساكنة الإقليم بخصوص العديد من المجالات، من أجل تحقيق تنمية مستدامة ومتجانسة مع أهداف المملكة المغربية في مجال التنمية، خاصة ما يتعلق بالنموذج التنموي الجديد، وعلى اعتبار أن إقليمالعرائش مقبل على تنزيل مشاريع مهيكلة مهمة بإنشاء منطقتين صناعيتين ومشاريع أخرى بنيوية مواكبة، سواء تعلق الأمر بالبنيات الطرقية أو بمجال العمران. ورأى الصبيحي أن المطلب الرئيسي لساكنة الجهة عامة وساكنة إقليمالعرائش هو تحقيق العدالة المجالية وضمان تكافؤ الفرص بين كل مكونات المنطقة، ومساهمة مجلس الجهة في التخطيط والتمويل وبلورة مشاريع بإمكانها التجاوب مع تطلعات وانتظارات المواطنين وتسهيل الانخراط في مجال التنمية وتوفير الشروط الملائمة لكل المناطق للانخراط في النموذج التنموي الجديد والاستغلال الأمثل والجيد وعلى قدم المساواة لكل المؤهلات التي تزخر بها جهة الشمال. وثمن المتدخلون المقاربة التشاركية المعتمدة، وعبروا عن أولويات تراب إقليمالعرائش وحاجياته وتطلعات ساكنته في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية وغيرها من القضايا الاجتماعية والاقتصادية الحيوية وذات الأولوية. ويأتي تنظيم اللقاءات التشاورية حول إعداد "برنامج التنمية الجهوية"، التي انطلقت يوم السابع من يناير الجاري من طنجة، تنفيذا لمقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجهات رقم 111.14، وعملا بمضامين المرسوم المتعلق بتحديد مسطرة إعداد برنامج التنمية الجهوية وتتبعه وتحيينه وتقييمه وآليات الحوار والتشاور لإعداده. وكانت هذه المحطة الثالثة مناسبة أعلن فيها رئيس الجهة عن فتح بوابة الكترونية للتشاور العمومي حول البرنامج برابط على موقع الجهة www.crtta.ma ، و ذلك وفق مقاربة تشاركية ترمي إتاحة مشاركة عموم ساكنة الجهة في صياغة وانجاز هذه الوثيقة المرجعية المهمة.