في إطار الاستراتيجية التي تنهجها الغرفة الفلاحية لجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، والتي تتوخى من خلالها الدفع بالفلاحة بالجهة إلى مواكبة التطور الذي تعرفه نظيرتها بدول الأوروبية، وخصوصا تلك الواقعة بالحوض المتوسط، والتي تجمعها معها خصائص مشتركة، وعلى رأسها المناخ. قام وفد من الغرفة يضم أعضاء منتخبين وشركاء، وأطر إدارية خلال الأسبوع الماضي بزيارة لجهة "باكا" الفرنسة، تلبية لدعوة الغرفة الفلاحية لهذة الأخيرة، لتدارس آليات عمل مشترك، على مستوى البحث، والتطوير، وتبادل الخبرات. وكذا بلوة شراكة تخدم القطاع الفلاحي بالجهة الشمالية للمملكة.
وقد تميزت الزيارة التي استغرقت أربعة أيام بأنشطة مكثفة، عقد خلالها الوفد لقاءات مع رئيس الغرفة الفلاحية لجهة "باكا"، ورؤساء الغرف المحلية التابعين لها، ومنتخبيها، والمنتجين، والباحثين في المجال الفلاحي. تخللتها عروض همت محاور متعددة ك"القطاع الفلاحي والمهنية لجهة باكا"، " السياحة الفلاحية، التنويع والتثمين". كما تم التعرف عن قرب على الجمعية الفرنسية البيمهنية للزيتون، وتركيبتها، وطرق اشتغالها. وكذا الوقوف على طرق التكوين في المجال الفلاحي، من خلال زيارة مركز التكوين المهني ل"كارموجان"، والذي يقوم بتكوين أبناء الفلاحين في تخصصات فلاحية متعددة، تم خلالها تقديم عرض من طرف دار الماشية لجهة باكا حول "التربية الحيوانية بالجهة"، بعد زيارة مجبنة تجريبة، وأيضا ضيعة تجريبة لتربية الأغنام، تابعتين للمركز المهني - كارموجان - سالف الذكر. كما كانت المناسبة فرصة للوقوف على التطور الذي تعرفة المنطقة في مجالات متعددة، من خلال زيارات ميدانية لضيعات تجريبية ونموذجية، كتلك الخاصة بالأشجار المثمرة، وأشجار الزيتون، ومعاصر الزيتون، ومختبر لتحليل جودة الزيوت، و وحدات عصرية لسحق اللوز. وتعاونيات لبيع المنتجات الفلاحية. ثم الوقوف على تجربة رائدة متمثلة في سوق ممتاز خاص بالمنتجات الفلاحية المحلية، والذي يعتبر من الدعامات الأساسية لتحفيز فلاحي المنطقة، وتثمين منتجاتهم. الزيارة كانت مناسبة أيضا للتعبير عن اعتزاز الجانب الفرنسي بالعلاقات المتميزة التي تربط البلدين - المغرب وفرنسا - خصوصا وأن من بينهم من شُرِّف بحضور انطلاق مخطط المغرب الأخضر في حضرة جلالة الملك محمد السادس سنة 2008. كما عبر الجانب المغربي في شخص رئيس الغرفة الفلاحية لجهة طنجة - تطوان - الحسيمة، عن رغبة الغرفة في العمل على نقل تجارب فرنسية في مجالات مختلفة لقيت استحسان وإعجاب الوفد المغربي، واستعدادها لتسخير إمكانياتها في سبيل كل ما يهم تطوير القطاع، والارتقاء بالفاعلين فيه إلى المستوى الذي يطمح إليه الجميع، في إطار شراكة تعكس الروابط المشتركة، والمصالح المتبادلة بين البلدين.