لم يمنع خلف الكثير من الهيئات الجمعوية والمؤسسات الرسمية، شباب مدينة طنجة من إبداء تعاطفهم الشديد مع معاناة الأشخاص بدون مأوى والمشردين، اللذين يقضون لياليهم في العراء دون أي معيل أو سقف يحميهم من البرد والأمطار، حيث أن هذا التعاطف تحول من منشورات فايسبوكية متضامنة إلى مبادرات خلاقة تتوخى التخفيف عن هذه الفئة ولو بشكل بسيط. ومن بين المبادرات التي إختار بعض شباب مدينة طنجة الإنخراط فيها، مبادرة "عملية 100 درهم"، حيث تسعى هذه الأخيرة إلى توفير أكياس نوم، لفائدة المتشردين، وذلك لمساعدتهم على الإحتماء من البرد ونوم بشكل مريح ولو بشكل نسبي، مقارنة مع الحالة التي هم عليها الأن. وبهذا الخصوص، أكد هيثم العطاوي، مطلق المبادرة، أن الهدف الرئيسي من هذه الأخيرة هو مساعدة المشردين على الإحتماء من البرد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على هذه الفئة المستضعفة، وتشجيع الشباب على العمل الانساني، مع التأكيد على أنها ستكون فرصة مواتية من أجل الخروج من العالم الإفتراضي إلى الواقع. وأوضح العطاوي، في حديث مع جريدة "طنجة 24" الإلكترونية، أن الفئة المستهدفة من هذا النشاط هم المتشردون المتواجدون بشوارع مدينة طنجة من نساء ورجال وأطفال أيضا، حيث ستنقسم العملية إلى مراحل، أولها التعريف بالمبادرة عن طريق الفايسبوك وجمع أكبر عدد من المتطوعين، قبل الإنتقال إلى تكوين خلية عمل للإعداد وتنظيم عملية التوزيع، والتي ستقوم بتحديد يوم مخصص للقيام بالعملية وعدد المشاركين بالإضافة إلى الطريقة والمكان وكذا المستفيدين. وأضاف صاحب هذه المبادرة، أن المرحلتين الأخيرتين ستكونان التوزيع وكذا التقييم، حيث سيحاول خلالها المشاركون الخروج بشكل هادئ دون أي صور وضجة، التي تصاحب في العادة مثل هذه الأعمال، مؤكدا أن هذه المبادرة هي عملية تبرعية خالية من أي نوع من أنواع الإنتماء أو التبعية لأي تيار معين. وعن طريقة التبرع، أكد هيثم العطاوي، أن كل شخص أراد المشاركة عليه التوجه إلى أحد المتاجر المتخصصة في بيع مثل هذا النوع من المنتوجات، حيث توجد أغطية تباع بثمن 99 درهم فما أكثر، وهي كفيلة بوقاية المتشردين من برد الليل سواء كان الأمر صيفا أو شتاء. وتجدر الإشارة أن جريدة "طنجة 24" الإلكترونية، سبق لها إنجاز تقرير مصور حول وضعية هؤلاء المشردين، حيث عاينت أثناء إنجازه الظروف المأساوية التي تعيش فيها هذه الفئة، والتي دفعت بعضهم إلى إتخاذ بعض المقابر كمكان للنوم، في سبيل الإحتماء من المطر والبرد.