- محسن الصمدي (صور زكرياء العشيري) لا يزال التجاوب مع النداء الذي أطلقه المركز الجهوي لتحاقن الدم بطنجة، لاستنهاض همم المواطنين للمبادرة إلى التبرع بدمائهم، ضعيفا، حيث تم تسجيل إقبال ضعيف خلال اليوم الثلاثاء، حيث لم يتجاوز عدد المبادرين إلى هذا العمل الإنساني 30 شخصا. وبخلاف الحماس الكبير، الذي وسم تجاوب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، مع النداء الذي أطلقه المركز الجهوي لتحاقن الدم، عبر جريدة طنجة 24 الإلكترونية، مساء أمس الاثنين، فإن ترجمة هذا الحماس على أرض الواقع، لم يكن في المستوى الذي من شأنه أن يلبي حاجيات المركز الجهوي من هذه المادة الحيوية. وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، قد أطلقوا حملات لحث المواطنين على المشاركة المكثفة في مبادرات التبرع بالدم، تنوعت ما بين تداول منشورات وإطلاق تحدي من نوع خاص يقترح فيه كل متبرع خمسة أشخاص أخرين، من أجل نشر هذه الثقافة بين الشباب. وانخرطت في هذه الحملة التبرعية، عدة هيئات جمعوية ورياضية بالمدينة، حيث سجل نادي إتحاد طنجة لكرة القدم مشاركته، وذلك عبر دعوته لكل منخرطيه وعشاقه للتبرع بالدم في المركز الجهوي، وهو الأمر الذي لاقى تجاوبا كبيرا في التعليقات وكذا المشاركات على الفايسبوك. وبهذا الخصوص أكد هيثم العطاوي، متبرع دائم بالمركز الجهوي، أن قدومه لهذه المؤسسة جاء تلبية للنداء الذي أطلقه المركز عبر موقع "طنجة 24" الإخباري، حيث يعتبر هذا العمل واجبا على كل مواطن نظرا لمساهمته في إنقاذ العديد من الأرواح. وأضاف العطاوي، أن هذه الخطوة يجب أن تعمم في وسط الشباب نظرا لأهميتها وفائدتها الكبيرة على الجسم بصفة خاصة وعلى المتلقي عموما، وهو الأمر الذي تم تكرسه من خلال التحدي الفايسبوكي الذي يشجع هذه الفئة في التنافس على أهداف شريفة. وبالرغم من التجاوب المحدود، الذي لقيه نداء المركز الجهوي لتحاقن الدم، خلال اليوم الثلاثاء، فإن القائمين على المركز ومعهم فعاليات المجتمع المدني وعموم المواطنين، يتوقعون أن يتزايد الإقبال على هذا العمل الإنساني، خلال الأيام المقبلة. وتجدر الإشارة أن المركز الجهوي لتحاقن الدم بطنجة، يعيش على وقع أزمة حادة نتيجة النقص الكبير في مخزون الدم، بسبب تراجع عدد المقبلين على عملية التبرع بدمائهم، في وقت يعرف ارتفاعا في معدل حوادث السير، وزيادة في أعداد مرضى القصور الكلوي وأمراض مزمنة أخرى تجعلهم في أمس الحاجة إلى هذه المادة الحيوية. وحسب مصدر طبي مسؤول من داخل المركز، فإن هذا الخصاص ينذر بحدوث ما هو أسوء، وذلك بعد تسجيل أرقام جد ضعيفة للمتبرعين خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث يمتلك المركز حاليا مخزونا يكفي ليومين فقط، مع غياب تام لفصيلة "o+"، والفصائل الأخرى النادرة. ويضيف المصدر ذاته،، أن المركز الجهوي لطنجة أطلق نداء عاجلا للمواطنين المقيمين بالمدينة ونواحيها من أجل التبرع بالدم في أقرب فرصة، وذلك من أجل سد هذا الخصاص الحاصل على مستوى المخزون المحلي والجهوي. وتؤكد المعلومات الطبية، أن للتبرع بالدم، علاوة على كونه من أرقى صور التضامن الاجتماعي، فهو شهادة تدل على سلامة المتبرع الصحية، و مساعدة لتنشيط نخاع العظم في انتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أكبر من الأوكسيجين الى أعضاء الجسم الرئيسية كالدماغ الذي تساعده عملية التبرع على التركيز و النشاط في العمل و عدم الخمول.