في الوقت الذي تسير فيه العلاقات المغربية الإسبانية، في اتجاه استعادة مجراها الطبيعي، بات من المنتظر أن تسمح سلطات البلدين بعودة الرحلات البحرية بين موانئهما، بعد توقف دام عاما كاملا. وتتحدث مصادر متطابقة، عن تنسيق جار بين البلدين الجارين حول ترتيبات تتعلق أساسا بإعادة الربط البحري بين الموانئ المغربية والإسبانية، في موعد أقصاه متم العام الجاري الذي يعرف عادة تدفق سياح من كلا الاتجاهين نحو الوجهة الأخرى لقضاء عطلة رأس السنة الميلادية. ترتيبات إعادة الربط البحري بين البلدين، تبدو جلية كذلك من خلال استعدادات شركات الملاحة البحرية، لاستئناف نشاطها، مثلما هو الشأن بالنسبة لشركة "إ ف ارس" التي باشرت عمليات إعادة سفنها إلى ميناء طريفة في أقصى جنوب البلاد. وكانت الشركة قد اضطرت في منتصف يونيو الماضي، إلى نقل أسطولها المكون من خمس سفن، كانت تؤمن الخط الرابط بين طنجة وطريفة، إلى موانئ أخرى، مثل مايوركا وأليكانطي ومينوركا، بسبب استثناء المغرب حينها للموانئ الاسبانية من عملية عبور الجالية المغربية في أوروبا، على خلفية التوتر بين البلدين. ويأتي التوجه الجديد للبلدين، تبعا لإعلانهما عودة علاقتهما الدبلوماسية إلى مجراها الطبيعي، بعد التوتر الذي طبعها خلال الأشهر الماضية، بسبب الموقف السلبي للجارة الشمالية للمغرب من قضية الصحراء وتورطها في تهريب زعيم عصابات الانفصاليين إلى أراضيها "في طعنة ظهر" تعاكس مبدأ الثقة الذي تستند إليه علاقات البلدين. وفي خطاب الذكرى 68 لثورة الملك والشعب، أعلن الملك محمد السادس، تطلع المملكة لتدشين مرحلة "جديدة وغير مسبوقة" في العلاقات مع إسبانيا. مؤكدا أن هدف المغرب "لم يكن الخروج من هذه الأزمة فقط، وإنما أن نجعل منها فرصة لإعادة النظر في الأسس والمحددات التي تحكم هذه العلاقات".