ما تزال الاعتقالات التي يتعرض لها عاملون في قطاع التعشير والنقل الدولي على مستوى ميناء طنجة المتوسط، بسبب قضايا مرتبطة بالتهريب الدولي للمخدرات، وغيرها من المخالفات، تثير ردود فعل غاضبة في صفوف الهيئات المهنية العاملة بالقطاع، بسبب ما يعتبرونه تطبيقا غير سليما للمساطر القانونية. وأثار اعتقال اثنين من مستخدمي قطاع التعشير والنقل الطرقي بميناء طنجة المتوسط، مؤخرا، حالة من الغليان في صفوف المهنيين الذين وصفوا النازلة بأنها "اعتقال تعسفي"، على اعتبار أن توقيف المستخدمين المذكورين، جاء في ظل أوضاع غير سليمة سواء من الناحية الحقوقية وكذا القانونية. وسجلت ثلاث هيئات مهنية خلال اجتماع ضم مثلين الأسبوع الماضي، وهي الجمعية المهنية لمستخدمي وكالات التعشير والنقل الدولي، والجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات – المغرب، وجمعية المعشرين جهة الشمال، استمرار الأوضاع غير السليمة من الناحية لحقوقية لتطبيق القانون في حالة حدوث أي خرق يمكن أن تتسبب فيه أطراف خارجية عن القطاع، وهو ما يؤدي بالمهنيين إلى تحمل مسؤولية أي حادث في هذا الإطار. كما توقف ممثلو وكالات التعشير والنقل الدولي عند الفراغ القانوني الذي يتعلق بتحديد المسؤوليات وتحمل التبعات القانونية في حالة ضبط المخالفات ، مؤكدين على تخلف المساطر القانونية وقصورها في هذا المجال، ما ينجم عنه تجاوز للحقوق والقيام باعتقالات تنسف مسار المهنيين وتدمر مصيرهم حتى بعد ثبوت البراءة. ووجه ممثلو الهيئات المهنية، خلال نفس الاجتماع، انتقادا إلى الجهات المسؤولة، ضمنها رئاسة الحكومة، نظرا لعدم استجابتها للملف المطلبي للمهنيين، خاصة في الجانب المتعلق فيما يتعلق بالمراجعة الفورية لمقتضيات ظهير 11974 المنظم لقطاع التعشير، بما يلائم تطور القطاع ونموه وبما يحفظ سلامة وأمن المهنيين، خاصة في ظل ما يتعرضون له من اعتقالات تعسفية، تنتهي في الكثير بإطلاق سراحهم لثبوت براءتهم بعد إمضاء فترات طويلة في السجن بدون موجب قانوني أو حقوقي. ويشدد المهنيون في هذا الصدد، على ضرورة مراجعة الظهير المنظم للقطاع ومقتضيات قانون المسطرة الجنائية ذات لصالة بما يكفل تحديد المسؤوليات الخاصة بمختلف المتدخلين في عمليات النقل وبما يرفع الظلم والتهديد الممارس على المهنيين باستمرار. وابتداء من اليوم الاثنين، شرع مهنيو التعشير والنقل الطرقي بميناء طنجة المتوسط، في حمل شارات حمراء احتجاجا على ما يصفونه ب"الاعتقالات التعسفية التي يتعرضون لها والتضحية بهم من طرف الجهات التي يجد ربها ان تتحمل المسؤولية"، مسجلين تضامنهم مع المستخدمين المعتقلين . كما أعلن المهنيون عن توقفهم عن العمل بميناء طنجة المتوسط، يوم الخميس المقبل 10 نونبر لمدة خمس ساعات، مشيرين إلى احتفاظهم بحق اتخاذ خطوات أخرى من أشكال النضال في حالة عدم التوصل إلى حلول تلبي المطالب المعقولة والمنصفة لهم.