بعد أشهر طويلة من الركود، انتعشت حركة النقل الجوي من جديد وتمكنت من استعادة إيقاعها بشكل تدريجي خلال موسم الصيف، مدفوعة بحركية المغاربة المقيمين بالخارج، عقب برمجة رحلات خاصة لتمكينهم من العودة إلى أرض الوطن. وهكذا، استعادت حركة النقل الدولي التجاري بمطارات المملكة خلال شهر غشت الماضي لوحده 82 في المئة من عدد المسافرين المسجل خلال سنة 2019، وهو معدل يضاهي المعدلات المسجلة في دول حوض المتوسط كفرنسا (70 في المئة)، وإسبانيا (68 في المئة) وتركيا (76 في المئة). ويعزى هذا الأداء، وفقا للمكتب الوطني للمطارات، إلى " النمو الهام لحركة النقل الجوي على إثر التعليمات الملكية السامية لمواكبة انطلاق عملية مرحبا 2021، حيث تم إطلاق خطوط جوية جديدة وتعزيز الرحلات على مستوى خطوط أخرى من طرف شركات الطيران، مما ساهم في تقوية الربط الجوي للمغرب خلال هذه الفترة". وبالإضافة إلى شركة الخطوط الملكية المغربية والعربية للطيران، أم نت 43 شركة طيران دولية رحلات جوية إلى المغرب (ريان إير ، وتوي إيرويز، وإير فرانس.. )، بعضها لأول مرة، ولا سيما شركة طيران "إسراير" الاسرائيلية (مراكش المنارة) وترانسافيا هولندا (فاس-سايس). والأكثر من ذلك، فقد تم إطلاق خطوط جوية جديدة، بما في ذلك خطوط الدارالبيضاء-دوسلدورف، ومراكش-سرقسطة، وفاس-روتردام، ووجدة-مورسيا، والرباط-مالقة، وأكادير-لشبونة. ونتيجة لذلك، انتعشت مؤشرات قطاع السياحة خلال شهري يونيو ويوليوز الماضيين، بعد إعادة الفتح التدريجي للحدود الوطنية اعتبارا من 15 يونيو، وبفضل التدابير الخاصة التي تم اتخاذها في إطار عملية مرحبا، وفقا لمديرية الدراسات والتوقعات المالية. وهكذا، زاد عدد الوافدين خلال الفصل الثاني من 2021 ليقارب حوالي 412 ألف وافد مقابل 8300 وافد فقط خلال الفصل نفسه من العام الماضي، بينما في متم النصف الأول من عام 2021 ، انتقل الانخفاض في عدد الوافدين إلى ناقص 57.3 في المئة مقابل ناقص 63.5 في المئة قبل عام. وفيما يخص الربط الجوي للمطارات المغربية، فمطار محمد الخامس بالدارالبيضاء يحتل المرتبة الأولى لارتباطه ب 75 وجهة، متبوعا بمطار مراكش المنارة (58 وجهة)، ومطار فاس سايس (34 وجهة)، ومطار طنجة ابن بطوطة (28 وجهة)، ومطار الناظور العروي (18 وجهة). ورغم الظرفية الصعبة الناجمة عن تفشي فيروس كوفيد-19، سجلت مطارات المملكة حصيلة جيدة. فخلال الفترة الممتدة ما بين 15 يونيو و31 غشت 2021 ، تم استقبال ما مجموعه 3.560.526 مسافرا عبر 31 ألف و202 رحلة جوية دولية. وتمثل هذه الأرقام مقارنة مع الفترة نفسها من 2019 معدل استرجاع يصل إلى 65 في المئة في ما يخص المسافرين، و77 في المئة في ما يتعلق بعدد الرحلات الجوية الدولية. وحسب المطارات، استقبل مطار محمد الخامس الدولي بالدارالبيضاء 1.457.154 مسافرا دوليا، وهو ما يمثل معدل استرجاع قدره 58 في المئة من حركة النقل الجوي المسجلة خلال الفترة نفسها من سنة 2019، في حين استقبل مطار مراكش المنارة 565.680 مسافرا وهو ما يمثل 46 في المئة كمعدل استرجاع. بالمقابل تجاوز عدد المسافرين الدوليين ببعض المطارات العدد المسجل خلال الفترة ذاتها من سنة 2019، ويتعلق الأمر بمطارات تطوان (133 في المئة)، والناظور (127 في المئة)، وطنجة (114 في المئة)، والحسيمة (106 في المئة)، ووجدة (105 في المئة). وقد تميزت حركة النقل الجوي التجاري مع أوروبا وأمريكا الشمالية بتسجيلها لنسب استرجاع هامة جدا من حركة النقل الجوي للمسافرين الدوليين بالمقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019، وذلك على التوالي ب 74 في المئة و65 في المئة، في حين سجلت باقي الأسواق نسبة تقل عن 50 في المئة من حركة النقل الجوي للمسافرين المسجلة سنة 2019. وتم تسجيل حصة هامة من حركة النقل الجوي الدولي مع القارة الأوربية، حيث جاءت خمس دول على رأس القائمة، وهي فرنسا، وإسبانيا، وبلجيكا، وإيطاليا وألمانيا. كما أظهرت الحصيلة أنه من خلال نسبة استرجاع تقدر ب 64 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من سنة 2019، سجلت حركة النقل الجوي الداخلي للمسافرين، التي تمثل 11 في المئة من الحركة الإجمالية للنقل الجوي، استقبال 460.856 مسافرا. ولضمان نجاح هذه الانتعاشة، وضع المكتب الوطني للمطارات منظومة هامة من التدابير لاستقبال المسافرين في ظروف صحية وآمنة بمطارات المغرب، ليتمكنوا من السفر من جديد في ظروف آمنة. وهكذا، حصل 16 مطارا بالمغرب على شهادة الاعتماد الصحية "Airport Health "، التي يمنحها المجلس الدولي للمطارات، لتؤكد بذلك أن هذه المطارات تتخذ جميع الاحتياطات الضرورية لتقليص المخاطر الصحية، طبقا للتوصيات الصادرة عن منظمة الطيران المدني الدولي والتعليمات الإرشادية للمجلس الدولي للمطارات. ويتعلق الأمر بمطارات الدارالبيضاء، ومراكش، وأكادير، والرباط، ووجدة، وفاس، وطنجة، وورزازات، والناظور، والصويرة، والحسيمة، والرشيدية، وتطوان، والداخلة، والعيون، وطانطان.