يكتسي السباق الانتخابي بمقاطعة طنجةالمدينة، طابعا خاصا، حيث ينتظر أن تكون هي المقاطعة التي ستفرز العمدة المقبل لمدينة طنجة، إذ يحتدم الصراع أساسا بين أربع لوائح انتخابية من أصل 19 لائحة. وطالما وُصفت مقاطعة طنجةالمدينة، في عدة محطات انتخابية، بانها "مقاطعة الموت"، أولا لأنها الترمومتر الحقيقي لقوة أي مرشح أو حزب، وثانيا لوجود أسماء وازنة وبحظوظ متقاربة، وثالثا لأنها قلب طنجة النابض اجتماعيا وتاريخيا. وفي هذه المقاطعة، التي تجري المنافسة فيها على 20 مقعدا داخل مجلسها الذي سيتشكل عقب الانتخابات المقررة في الثامن من شتنبر المقبل، يبدو حزب التجمع الوطني للأحرار، متفائلا بتحقيق نتائج متقدمة من شانها أن تمنحه المرتبة التي ينشدها، وهي عمودية مجلس المدينة، معتمدا، كما يقول على برنامج انتخابي واعد أشرفت على صياغته كفاءات شابة واطر سياسية جديدة، على رأسهم عبد الواحد عزيبو المقراعي. كما دخل حزب الاتحاد الدستوري، غمار المنافسة في هذه المقاطعة، ممثلا بعبد الحميد أبرشان، في سبيل تحقيق حلم عمودية طنجة، الذي كان قد أعلن عنه قبل عدة أشهر من الحملة الانتخابية، وهو الحلم الذي كان يسعى لتحقيقه تحت عباءة حزب التجمع الوطني للأحرار، لولا الصدامات التي أجهضت مشروع الانضمام إلى "حزب الحمامة". أما الاسم الثالث الأقوى سياسيا، فيتعلق الأمر بيوسف بنجلون، الذي سبق له أن ترأس مجلس هذه المقاطعة خلال الفترة ما بين 2009 و 2011، كواحدة من التجارب التي راكمها في مساره السياسي بأكثر من قبعة حزبية، أبرزها رئاسته لغرفة الصيد البحري المتوسطية. من جهته، فإن حزب العدالة والتنمية، الذي يعتبر من الأحزاب الرئيسية في المدينة، يدخل هذه الدائرة حاملا لتركة تسييره لمجلس جماعة طنجة بسلبياتها وإيجابياتها، وهو يعرف حجم المنافسة التي يلقاها من جانب أحزاب توصف بالقوة والتجربة في هذا المجال، وهي أحزاب تعتمد بشكل كبير على خبرتها وقوة مرشحيها المادية. وتعتبر مقاطعة المدينة التي يبلغ عدد سكانها، 243 ألف و 82 نسمة (إحصاء سنة 2014)، إحدى المقاطعات الأربع المشكلة لمجلس جماعة طنجة، إلى جانب كل من مقاطعة السواني ومقاطعة بني مكادة ومقاطعة مغوغة.