تشكل المنتوجات المصنوعة من مادتي الفخار والخزف جزء مهما من ديكور وأواني المطبخ المغربي، حيث لا يخلو أي منزل من منازل المملكة من أحدى هذه المنتوجات، وذلك راجع لإرتباطها بالتقاليد والعادات المغربية الأصيلة وكذا لأهميتها في الحياة اليومية، سواء في الطبخ أو التقديم أو حتى التزيين. ورغم تطور الأدوات المستعملة في المطابخ المغربية، نظرا للانفتاح على التجارب الشرقية والغربية، إلا أن منتوجات الفخار حافظت على وجوها وبقيت حاضرة بقوة، وذلك راجع إلى أن أغلب هذه المصنوعات تعتبر من الأدوات ذات وظيفة وفائدة معينة، وتدخل في إطار خصوصيات المطبخ والديكور المغربي، الذي تمييز به عن باقي دول العالم. وتعتبر حرفة صناعة الفخار من بين الحرف التي إشتهرت بها المدن المتواجدة بوسط المملكة كمدينتي أسفي وفاس، إلا أنه وبفعل تطور المجال وتبادل الخبرات، برزت مجموعة من الأسماء بمناطق أخرى حملت المشعل وأبدعت أشكال جديدة أعادت إحياء هذه المهنة، بكل من طنجة وتطوان ومنطقة واد لاو. وتمكن الصانع محمد العزاوي من مدينة طنجة، من كسر القوالب المعتادة الذي دأب الأخرون على صنعها، حيث قام بخلق أشكال جديدة لأدوات الطبخ والتقديم، بحيث تكون متلائمة مع ما هو عصري ومطلوب داخل البيوت المغربية، الأمر الذي مكنه من اقتحام عالم إحتكره المنتمون لفاس القديمة وأسفي. وعن طريقة صنع هذه المنتوجات يقول محمد العزاوي، أن التربة تعتبر أهم شيء في هذه العملية حيث تختلف من منطقة لأخرى، وهو الأمر الذي يدفعه إلى إستقدام نوعين منها، الأول خاص بالمنتوجات المستعملة في الطبخ وهو الذي يقوم بجلبه من إسبانيا، أما الثاني المستعمل في ديكورات التزيين فيتم جلبه من منطقتي أسفي والحسيمة. ويضيف العزاوي، في حديث له لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أنه وبعد تشكيل قطعة الطين وتحويلها إلى الشكل والحجم المطلوبين، يتم إدخالها إلى فرن ذو درجة حرارة جد عالية، لمدة تتراوح بين 8 و 13 ساعة، حسب حجم القطعة، قبل أن يتم تزيينها بمادة خالية من الرصاص، وإعادة إدخالها مجددا لتتخذ شكلها النهائي الجاهز للإستخدام. ويؤكد هذا الصانع التقليدي، أن هذا المجال يحتاج لتطوير وتجديد مستمرين، نظرا لغزو المنتوجات البديلة القادمة من صين ودول أسيا، وهو ما يتطلب بحثا وإبداعا أكثر، للحصول على أشكال تتلاءم مع ما تتحتاجه الأسرة المغربية، بصيغة تحترم كلا من الأصالة والمعاصرة.