أعلن مسؤولون محليون ألمان، اليوم الخميس، أن أمطارا غزيرة وفيضانات قوية تسببت في مقتل 42 شخصا، على الأقل، وفقدان نحو خمسين آخرين في غرب ألمانيا، حيث أدى ارتفاع منسوب المياه إلى انهيار منازل عدة. وتعد راينلاند-بالاتينات ورينانيا شمال فسيتفاليا، الولايتان الأكثر تضررا من الأمطار الغزيرة غير المعتادة التي تسببت في فيضان أنهار باتت تهدد بهدم المزيد من المنازل. وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية، اليوم، إن المستشارة أنغيلا ميركل أعربت عن قلقها على إثر هذه الأنباء. وقال وزير الداخلية، هورست سيهوفر لصحيفة "بيلد" إنها "مأساة" حجمها "بعيد عن أن يكون متوقعا"، مضيفا "هذه الظروف المناخية القصوى هي عواقب تغير المناخ (…) على ألمانيا أن تكون أكثر استعدادا له". ويخشى أن ترتفع حصيلة الضحايا. ففي بلدة شولد بجنوب بون، حيث انهارت ستة منازل على ضفاف نهر، أحصت الشرطة ما بين 50 و60 مفقودا. ولقي أربعة أشخاص حتفهم في هذه المنطقة، حيث منازل أخرى مهددة بالانهيار، وفق شرطة كوبلنتس (ولاية راينلاند بالاتينات)، وهناك عدد كبير من الأشخاص في عداد المفقودين. وفي بلدة ماين، غمرت المياه الشوارع، وطلب من السكان إرسال مقاطع فيديو وصور للشرطة يمكنها أن تساهم في توفير أدلة حول مكان أحبائهم المفقودين. وقالت رئيسة وزراء ولاية راينلاند- بالاتينات مالو دراير "لم نشهد كارثة بهذا الحجم من قبل، إنها مدمرة حقا". وألغى أرمين لاشيت، زعيم ولاية شمال الراين فستفاليا والمرشح الذي اختير لخلافة ميركل في الخريف، اجتماعا لحزبه في بافاريا لمراقبة الوضع في ولايته الأكثر تعدادا للسكان في ألمانيا. وصرح لصحيفة "بيلد" اليومية خلال زيارته بلدات مغمورة بالمياه منتعلا حذاء مطاطيا، إن "الوضع مقلق". وفي هذه المنطقة الشاسعة، قتل مسعفان أثناء تدخلهما للمساعدة، فيما غرق رجلان في قبوهما الذي غمرته المياه. وقال بيرند غرومه، وهو من سكان هاغن لمحطة "إن تي في" الإخبارية، إن "الطريق أمام المنزل تحول إلى نهر هائج". وانقطعت الكهرباء عن حوالي 135 ألف منزل صباح الخميس. وبسبب انقطاع التيار الكهربائي، قررت السلطات إجلاء قرابة 500 مريض من عيادة ليفركوزن. واجتاحت منطقة غرب ألمانياسيول غزيرة تسببت في ارتفاع مستوى الأنهار واقتلاع أشجار وتدمير طرق ومنازل. ويحاول المسعفون إجلاء الضحايا الذين لجأ كثر منهم إلى أسطح المنازل، لكن أغلقت العديد من المنافذ ما يعقد عمليات الإنقاذ. ودعت السلطات السكان إلى البقاء في منازلهم إذا أمكن و"اللجوء إلى الطوابق المرتفعة إذا لزم الأمر". ومن المقرر أن ينشر الجيش الألماني 300 جندي في المناطق الأكثر تضررا للمشاركة في عمليات الإنقاذ.