أعاد عثور مجموعة من سكان حي "بنديبان" بمقاطعة بني مكادة، على جثة طفل رضيع قبل بضعة أيام بغابة "الفرنساوي"، الحديث عن الوضعية السلبية التي يرزح تحتها هذا الفضاء الطبيعي، جراء الإهمال وكذا الزحف العمراني الذي التهم مساحات مهمة منه. ويسجل سكان المنطقة باستياء كبير، كيف أن غابة "الفرنساوي"، أصبحت تشكل مسرحا لمختلف المظاهر السلبية، من خلال كونها مرتعا لجميع أنواع الانحرافات والممارسات غير الأخلاقية وغير القانونية، كما أنها تمثل مصدر قلق أمني لسكان المنازل والأحياء المجاورة. ويقول "سفيان.أ"، وهو شاب من سكان المنطقة، أن حادث العثور على رضيع في الأشهر الأولى من عمره بغابة "الفرنساوي"، ليس حادثا معزولا، وإنما جاء في سياق مسلسل متواصل لسلوكات منحرفة تشهده هذه الغابة وتؤرق سكان الأحياء المحيطة بها. وحسب نفس المتحدث، فإن ولوج أشخاص في وضعية الشارع، الذين يشكل متعاطو المخدرات نسبة كبيرة منهم، إلى داخل الغابة، يعتبر مشهدا يوميا، يجعل من هذا الفضاء الطبيعي بؤرة خطر أمني على المواطنين. ويسجل "سفيان" في حديثه لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، ببالغ الأسف تعثر مبادرة كانت مقاطعة بني مكادة، قد أطلقتها للنهوض بوضعية هذا الفضاء الطبيعي، بهدف جعله متنفسا لسكان المنطقة التي تعاني من نقص كبير في المساحات الخضراء. في شهر دجنبر الماضي، أطلقت مقاطعة بني مكادة، التي يترأسها محمد خيي، مبادرة لإعادة الاعتبار لغابة "الفرنساوي"، من خلال مشروع يهم إعادة التشجير والتسييج، غير أن قيام إدارة مستشفى "محمد السادس" المجاور للغابة، دفع مصالح المقاطعة والفعاليات المنخرطة في المبادرة، إلى وقف هذه العملية حتى إشعار آخر. وفي هذا الإطار، أكد الفاعل الجمعوي محمد سلمون، رئيس جمعية "جسور الشفاء" وعضو مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية، أن الخطوة التي أقدمت عليها إدارة مستشفى "محمد السادس"، أثارت موجة استياء واستغراب في صفوف سكان المنطقة والفعاليات الجمعوية التي تحمست للانخراط في مبادرة إعادة الاعتبار لغابة "الفرنساوي". وكشف سلمون متحدثا للجريدة الإلكترونية، أن إدارة المستشفى بررت خطوتها، خلال لقاء جمع فاعلين جمعويين بمدير المؤسسة الاستشفائية، بان الفضاء الغابوي الذي تم تسييجه، مخصص لتهيئة مهبط لطائرات الهيلكوبتر الطبية وبعض المرافق الأخرى، "مبرر لنم يقنع سكان الحي على اعتبار أن حيازة ملك عمومي لإحداث أي مرافق يقتضي مساطر قانونية واضحة"، يقول ذات الفاعل الجمعوي. ويؤكد نفس المتحدث، أن سكان المنطقة وفعالياتها المدنية يرحبون بإحداث أي خدمات ذات نفع عام "لكن في انتظار بدء أية أشغال من هذا النوع ليس من المناسب أن تبقى الغابة على حالها المرتدي"، حسب ما جاء على لسانه. وتعتبر غابة "الفرنساوي"، بمثابة إرث طبيعي تدل على الطبيعة الحقيقية التي كانت عليها منطقة بني مكادة برمتها، إذ يفسر فاعلون جمعويون ومعهم سكان المنطقة الحالة المزرية التي يعيشها هذا الفضاء الطبيعي، بالإهمال الذي طاله من طرف المصالح البلدية المعنية، الأمر الذي جعله مهددا في ظل التمدد العمراني المستمر.