رسم رئيس مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، صورة لحالة تفاوت ملحوظة بين المؤهلات التي تزخر بها مناطق الجهة ومدى انعاكسها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية لشبابها. فبحسب العماري، فإن هذه المؤهلات الكبرى لم تسعف شباب المنطقة في ولوج مناصب الشغل التي توفرها مختلف المشاريع. وقال إلياس العماري، اليوم الأربعاء، في افتتاح أعمال المناظرة الجهوية للتشغيل بجهة طنجةتطوانالحسيمة، أنه على الرغم من الدينامية الاقتصادية التي تعرفها المنطقة، باعتبارها القطب الاقتصادي الثاني للمملكة، بفضل تمركز العديد من الشركات متعددة الجنسيات وإطلاق المشاريع الكبرى، لا يزال سوق العمل الجهوي يتميز بنسبة نشاط منخفض، خاصة بين النساء، واستمرار بطالة الشباب، وانخفاض مستويات التأهيل وعدم كفاية جودة الوظائف. ورأى العماري، ضرورة إيجاد حلول مناسبة لمشاكل العمالة على المستويين الجهوي والمحلي، من خلال تعزيز التكامل بين الباحثين عن عمل في سوق الشغل، ودعم التوظيف الذاتي، ومساعدة حركية الباحثين عن العمل من أجل مواكبة الدينامية الاقتصادية التي تعرفها المنطقة والاستجابة لاحتياجات المستثمرين في مجال الكفاءات. وضمن تصريح صحفي، على هامش الجلسة الافتتاحية لهذه المناظرة المنظمة تحت شعار "جميعا من أجل إنعاش التشغيل في الجهة"، أوضح رئيس المجلس الجهوي، أن المنطقة تشكل ثاني قطب اقتصادي في المغرب، لكنها ليست كذلك في مجال التشغيل. وأبرز العماري، أن من أوجه "معضلة التشغيل بجهة طنجةتطوانالحسيمة، وجود مناطق بها أكثر من 20 في المائة من الحاصلين على ديبلومات مهنية بدون مناصب شغل، كما يوجد كلك أزيد من 60 في المائة من الشباب لا يتوفرون على أي ديبلومات او تكوينات مهنية". مبرزا أن تنظيم هذا الملتقى ياتي لمواكبة الطلب المتزايد على الشغل بالجهة بالتكوين والتأهيل. من جهته، قال وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، أن تنظيم المناظرة يأتي في سياق يتميز بتخويل الجهات اختصاصات ذاتية وأخرى مشتركة في مجال التشغيل، مبرزا أن الإستراتيجية الوطنية للتشغيل في أفق 2025 تروم إنعاش العمل اللائق، وتشجيع التشغيل المنتج كما ونوعا، وتضع الجهة في صلب نظام حكامة التشغيل، كما تضع مخططات جهوية للتشغيل. وفي هذا الإطار، أكد الوزير أن إشكالية التشغيل تستدعي المزيد من الجهود وتبني مقاربة تتسم بالواقعية والجرأة والتجديد والابتكار في الاقتراحات، وتأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل مجال ترابي على حدة، لافتا إلى أن جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تشهد دينامية تنموية هامة تتجسد في بلورة وتيرة تطور التشغيل بنسبة 3 بالمئة كمعدل سنوي على مدى العشر سنوات الأخيرة، بإيقاع أعلى من المعدل الوطني الذي لا يتعدى نسبة 1.3 بالمئة سنويا خلال نفس الفترة. أما بالنسبة لرئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة طنجة- تطوان- الحسيمة، كمال مزاري، فشدد على أهمية تموقع الشركات كمنتجي مناصب الشغل والثروة، مشيرا إلى ضرورة تعزيز التكوين، وتوحيد برامج التدريب وتعبئة جميع المتدخلين بالجهة لتعزيز الإدماج المهني للشباب ودعم الديناميكية الاقتصادية الجهوية. ويتخلل المناظرة الجهوية للتشغيل، التي ينظمها مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، بشراكة مع وزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، ورشتين حول "التحديات وفرص التشغيل بالجهة ودور الفاعلين“ و"تدابير الحكامة الجهوية والتشغيل“.