كنا نعتقد بتواجد بعض الأسماء النوعية داخل المكتب المسير لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم، سيكون بداية للقطع مع مجموعة من السلوكات التي ابتلي بها فريقنا الكبير في محطاته التنظيمية السنوية، حتى أصبح وللأسف تقليدا يتكرر كل سنة، وكنا نقدر أن تلك الأسماء ستعمل تدريجا على نقل النادي من حالة إلى حالة قد تتطور مع مرور الوقت في تجاه إيصال اتحاد طنجة إلى نادي الأندية المعتبرة في المغرب، إلا أن ما جرى مساء أمس ضرب كل تلك الأماني بعرض الحائط، بل وكرس تلك السلوكات المشينة التي تسيء إلى فريقنا، وإلى الكرة المغربية عموما. في الشروط المشددة للانخراط في الفريق على المستوى الوطني، تجد عدد منخرطي الأندية الوطنية في أحسن الحالات لا يتجاوز بضع عشرات، وفريق اتحاد طنجة لم يخرج عن هذه القاعدة بحوالي 50 منخرطا معظمهم من المقربين والمحظوظين حسب مصادر متعددة، وهو أمر لا يستقيم مع تطور وتجدد وتنوع القاعدة الجماهيرية لفريق اتحاد طنجة التي أصبحت تحتاج إلى من يمثلها داخل مؤسسات الفريق تماشيا مع الديمقراطية التمثيلية والتشاركية المعتمدة في بلدنا. فكيف يعقل أن يتحكم 28 رأسا فقط، الذين حضروا إلى الجمع العام السنوي الذي انعقد أمس الخميس بنادي الكريكت، في مؤسسات النادي وفي مستقبل وخطط وبرامج النادي الأقوى في الشمال، ومقبل على مشاركات وطنية وقارية حارقة، وفي ظل وضعية تحتاج إلى جهود كل أبناء ونخب المدينة التي توضع كل الحواجز أمامها حتى لا يكون لها صوت داخل النادي، وبالتالي استئثار حفنة من الناس بالقرار، وكأن "فارس البوغاز" عقار مسجل في اسم نوعية معينة ؟. من هذا المنطلق فالمطلوب اليوم وبشكل عاجل، فتح نقاش حول هذا الموضوع، ودفع المهتمين لتقديم المقترحات على هذا المستوى، والعمل على تخفيف شروط الانخراط في الفريق التي أصبحت مشددة، وكأننا أمام ثكنة عسكرية، وليس أمام نادي من المفروض أن يكون مفتوح نسبيا، لفتح المجال أمام أبناء وبنات المدينة للمساهمة والمشاركة الفعالة في تدبير أمر الفريق الذي يتوفر على كل المقومات ليصبح الأقوى وطنيا، عوض الاقتصار على حفنة يرجح أن الحظوة جعلتها في ذلك المكان . قاعدة المرشح الوحيد والأوحد وتحت التصفيقات مستمرة من الأمور التي ابتلينا بها، وعرفناها في الفريق منذ بداية تتبعنا له، وهي سياسة تقديم مرشح وحيد وأوحد في المحطات السنوية العامة، وكأن طنجة أصبحت عاقر، لا تلد إلا فلان أو علان، وهذا طبعا نتيجة العديد من القوانين المحيطة "بالثكنة العسكرية"، التي لا يجرأ الاقتراب منها إلا صاحب حظوة، وهذا ما أصبح عليه حال نادي فارس البوغاز، ومنها ما أشرنا إليه آنفا والمتعلقة بتشديد مبالغ فيه لأخذ العضوية باتحاد طنجة، هذا فضلا عن التدخلات التي أصبحت معروفة للسلطات في منح هذا القرب، وإبعاد ذاك. فالاختباء وراء سياسة المرشح الوحيد والأوحد، واللجوء إلى التصفيق عوض التصويت والصندوق الشفاف، سلوكات خلناها ولت بغير رجعة، لكننا أصبحنا نراها ونحياها في زمننا هذا، في سلوك معاكس للتوجهات الجماهيرية والدستورية.. سلوك قدم صورة سيئة للرأي العام، وللمتتبعين، ولسمعة الكرة الطنجاوية والمغربية عموما، وكان من المفروض أن تكون محطة الجمع العام السنوي لهذا الموسم مناسبة لتقديم صورة مغايرة، صورة تقدم وجها جديدا لفارس البوغاز المقبل على استحقاقات ستجعله يتصدر العناوين خلال الموسم المقبل، فهو بالإضافة إلى انتمائه لكوكبة الأقوياء، سيشارك ولأول مرة في المسابقة الإفريقية، وأكثر من هذا فهو مرشح فوق العادة إلى الفوز بدرع البطولة، بالنظر إلى حجم الانتدابات التي قام بها حتى الآن، والتي تعتبر الأفضل وطنيا، رغم أنه لم يكملها بعد . التصويت بالإجماع على التقريرين ولا نقاش حقيقي تعودنا في مثل هذه المناسبات على التصويت بالإجماع على التقريرين الأدبي والمالي، ولا نقاش حقيقي، اللهم إشارة هنا وأخرى هناك، تتبعها كلمات هي أقرب إلى المجاملة، في الوقت الذي تقتضي فيه اللحظة طرح إشكالات وملفات حقيقة تحتاج إلى نقاش، وتحتاج إلى قول الحقيقة، ومواجهة القائمين على الفريق بها، وهي أن قاطرة اتحاد طنجة ليست على السكة الصحيحة، ويكفي أن نشير إلى الغياب الغير مبرر للاعب المحلي في الفريق الأول، كما أن الفريق يسير بشكل هو أقرب منه إلى الهواية عوض المحاولة المقاولاتية الاحترافية كما هو حال الأندية الكبيرة الجادة.. وغيرها من القضايا التي تحتاج إلى مبادرة حقيقية و بسواعد أبناء وبنات المدينة، بعد نقاش يشارك فيه الجميع .