أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية اهتماما خاصا بالتعليم الأولي على مستوى عمالة طنجة-أصيلة بالنظر إلى عدد المشاريع التي تم إنجازها في هذا السياق. بالفعل، فضمن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تم بناء 10 وحدات للتعليم الأولي بجماعات العوامة وحجر النحل وسيدي اليماني وأحد غربية وأقواس بريش وسبت الزينات ودار الشاوي والساحل الشمالي، مع تقديم دعم مهم لتسيير هذه الوحدات. وتتضمن هذه الوحدات 23 حجرة بقدرة استيعابية لكل واحدة منها تصل إلى 30 طفل، يتوزعون على فوجين، فوج التمهيدي الأول للأطفال بين 4 و 5 سنوات، وفوج التمهيدي الثاني خاص بالأطفال بين 5 و 6 سنوات. فضلا عن ذلك، تم خلال سنة 2020 بناء وحدتين بجماعة حد الغربية وسبت الزينات بقدرة استيعابية تصل إلى 60 طفلا، بينما تمت برمجة 10 وحدات أخرى برسم سنة 2021 بهدف الحد من الخصاص بالوسط القروي. في هذا السياق، عهد بتدبير هذه الوحدات إلى المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي وذلك تماشيا مع مبادئ الحكامة والمقاربة التشاركية التي ترتكز عليها المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وأشارت المسؤولة الإقليمية بطنجة-أصيلة عن المؤسسة، هناء منصور، أنه "في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، تتكلف المؤسسة بتدبير 12 وحدة للتعليم الأولي، تتضمن 25 حجرة، يرتادها 550 تلميذا، من بينهم 287 فتاة". وتماشيا مع اتفاقية الشراكة، أوضحت السيدة منصور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المؤسسة تقوم بانتقاء وتكوين المربيات، مع ضمان الوسائل الديداكتيكية ومجموع اللوازم المدرسية للتعليم الأولي. وسيمكن تعميم التعليم الأولي على مستوى الجماعات الترابية التابعة لعمالة طنجة-أصيلة، الذي يندرج في إطار برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة للمرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الأطفال من اكتساب مجموعة من المهارات السلوكية والقدرات المعرفية في سن مبكرة. وهذا ما تؤكده السيدة عائشة القاسمي، أم الفتاة مروة التي التحقت بالقسم التمهيدي الثاني بوحدة التعليم الأولي الواقعة بقرية كوارات المشاعلة التابعة للجماعة القروية العوامة. وتابعت السيدة عائشة القاسمي بكثير من الفرح أن "مروة سعيدة جدا بالذهاب إلى الفصل حيث تتعلم العديد من الأنشطة اليدوية وأناشيد الأطفال"، مضيفة أن التعليم الذي تتلقاه واحتكاكها بأقرانها من الأطفال ساهم في انفتاحها وتمكينها من التعبير عن نفسها. في السياق ذاته، لاحظ عبد المحسن الصديقي تحسن المهارات النفسية لابنه منذ التحاقه بالتعليم الأولي، معربا عن ثقته في أن المهارات المكتسبة من طرف الأطفال خلال هذين السنتين ستمكنهم من اندماج أفضل في التعليم الابتدائي. بخصوص النقل المدرسي، فقد تم اقتناء 9 حافلات للنقل المدرسي خلال سنتي 2019 و 2020، موزعة على حافلتين لفائدة جماعة سيدي اليمني، وحافلتين لجماعة أحد الغربية، وحافلة واحدة لفائدة كل واحدة من جماعات سبت الزينات والساحل الشمالي وحجر النحل والعوامة واجزناية، وهو ما مكن من محاربة الهدر المدرسي. إلى جانب ذلك، تم تخصيص غلاف مالي بقيمة تصل إلى 350 ألف درهم من أجل تأهيل دار الطالبة الواقعة بجماعة سيدي اليماني، وذلك بهدف ضمان أفضل الظروف لاستقبال التلاميذ النزلاء وتحسين أدائهم الدراسي. وتدل هذه المشاريع المتعددة على الأهمية التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل تعميم التعليم الأولي بهدف المساهمة في توفير أفضل الظروف للنمو البدني والمعرفي والعاطفي للأطفال، مع تشجيعهم على الاعتماد على النفس وعلى سلك أفضل السبل للتنشئة الاجتماعية.