يعيش سكان مركز جماعة "دار الشاوي" بضواحي مدينة طنجة، واقعا بيئيا خطيرا، نتيجة تواجد مطرح عشوائي للنفايات على بعد أمتار من منازلها، وهو ما خلف موجة استياء عميقة لديها، بالنظر إلى الأضرار الصحية والبيئية التي قد يخلفها المطرح المذكور. ويحتل هذا المطرح العشوائي، مساحة عقارية واسعة تابعة للأملاك المخزنية، يتواجد بالقرب من المسجد، وخلف المركز الصحي لدار الشاوي وبجانب تجمع سكني، وعلى حاشية الواد الطبيعي المؤدي لسد 9 أبريل. وتقول "نعيمة"، إحدى المشتكيات، إن المطرح العشوائي للنفايات القريب منها يخلف لها ولجيرانها ضررا صحيا، لاسيما الأطفال والمصابون بأمراض مزمنة، ممن يصعب عليهم أن يتحملوا الانبعاثات الكريهة، وهو ما يستوجب حسبها إيجاد حل جذري لنقل المطرح صوب منطقة بعيدة عن السكان. وأكدت المتحدثة، في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أنها ترددت مرارا على قائد قيادة دار الشاوي ورئيس المجلس البلدي، من أجل مفاتحتهما في هذا الموضوع، لكن جميع وعودهما ذهبت أدراج الرياح، في الوقت الذي يسير فيه الوضع من سيء إلى أسوأ. من جهتها حاولت "طنجة 24″، الاتصال برئيس المجلس البلدي لجماعة دار الشاوي،، لأخذ رأيه في الموضوع، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب، في وقت استغربت فيه مصادر من المنطقة، لجوء الجماعة إلى هذا الخيار "البدائي" لتدبير النفايات المنزلية، رغم أن المجلس رصد استثمارات مهمة لفائدة هذا المرفق. محسن البقالي، الكاتب العام لرابطة الدفاع عن حقوق المستهلكين بجماعة دار الشاوي، يرى أن الإشكالات التي يعاني منها هذا المركز القروي، لا يعفي المجلس الجماعي من ابتكار حلول وتوفير آليات كفيلة بحل إشكالية النظافة على مستوى مركز دار الشاوي، في ظل الملاحظات والشكايات المتعددة للساكنة. واعتبر البقالي، في تصريح للجريدة، توفر دار الشاوي على مطرح عمومي للنفايات منظم ومهيكل-ونحن مقبلون على 2021- يطرح عدة تساؤلات ؟؟؟ خصوصا وأن كل أزبال ونفايات دار الشاوي يتم التخلص منها بكيفية عشوائية وسط مطرح أقل ما يمكن وصفه بأنه بدائي. وسجل الفاعل الجمعوي، استمرار عمليات حرق للنفايات بشكل دوري، مما يتسبب في انتشار الروائح والأدخنة التي قد تصيب السكان بأمراض خطيرة، وهو الأمر الذي يكون له انعكاس سلبي على المحيط، بالإضافة إلى تواجد هذا المطرح كما أشرنا على حاشية الوادي الكبير المؤدي لسد 9 أبريل، مما يكون له تأثير سلبي وخطير على الفرشة المائية وعلى المياه السطحية، حيث إن تلك الإفرازات السامة للمزبلة تنساب عبر المجرى المائي إلى السد، مما يتسبب في تلوثه. ورأى المتحدث، أن مسؤولية الوضع، ملقاة بالدرجة الأولى على عاتق المجلس الجماعي الذي تدخل النظافة في صميم اختصاصاته الذاتية وفق القانون التنظيمي للجماعات 113.14، خصوصا وأنه يتوفر على شاحنتين خاصتين بالأزبال (واحدة كبيرة والأخرى صغيرة) يحتفظ بهما مركونتين بمستودع الجماعة منذ توصل الجماعة بهما سنة 2017، و30 حاوية للأزبال دون أن يتم تشغيلهما أبدا. وطالب، الجهات المختصة بالتحرك العاجل لرفع الضرر عن ساكنة دار الشاوي، و البحث عن حلول بديلة أو مكمّلة. مقترحا في هذا الصدد، ترحيل المطرح العشوائي إلى منطقة بعيدة عن السكان في احترام تام للشروط والضوابط البيئية المعمول بها، مع العمل على تسييجه بشكل جيد وتجاوز عملية الحرق واعتماد الطمر، كحل جزئي وتحويل المطرح العشوائي الحالي إلى حديقة عمومية، في انتظار افتتاح المطرح العمومي الجديد لمدينة طنجة، الذي تشرف على تدبيره مجموعة جماعات "البوغاز" التي تعد جماعة دار الشاوي عضوا فيها. تجدر الإشارة، على أن مجلس الجماعة، سبق له أن رصد استثمارات مالية بقيمة تُقدر ب 134 ألف درهم كمساهمة في "جماعة البوغاز" المسؤولة عن تدبير مطرح النفايات الجديد المتواجد فوق تراب جماعة المنزلة، كما قام بتعبئة موارد مالية قيمتها 130 ألف درهم لاقتناء حاويات لتجميع النفايات.