أعطت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي بلغت مرحلتها الثالثة زخما جديدا للتعليم الأولي على مستوى إقليمتطوان، لاسيما بالعالم القروي. وحددت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تضع العنصر البشري في صلب أولوياتها، كهدف لها النهوض بالرأسمال البشري طيلة مسار حياتهم وذلك من خلال محورين أساسيين يهمان تنمية الطفولة المبكرة من خلال الإسهام في النهوض بصحة الأم والطفل وتعميم التعليم الأولي ومواكبة الطفل والمراهق في محاربة الهدر المدرسي. وتم على مستوى إقليمتطوان إنجاز العديد من المشاريع السوسيو – تربوية، ومبادرات موجهة لتنمية الطفولة المبكرة، بفضل الالتزام الدؤوب للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي جعلت دعم التعليم الأولي محورا رئيسا لمرحلتها الثالثة، بالنظر إلى الأهمية الكبيرة للتعليم الاولي في تنمية العنصر البشري، والحد من الهدر المدرسي وتحسين المسار الدراسي للتلميذ والنهوض بمستوى العنصر البشري الوطني. وحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة تطوان، فقد تم على مستوى الإقليم إنجاز ثماني وحدات للتعليم الأولي سنة 2019 في الجماعات القروية الزينات وبغاغزة وأيت لحسن والسوق القديم والخروب والزيتون والحمراء والواد، فيما تم إنجاز وحدتين أخريين وافتتاحهما خلال السنة الجارية بجماعتي بنقريش وزاوية سيدي قاسم بغلاف مالي إجمالي يفوق 6ر2 مليون درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها 5ر2 مليون درهم، بالإضافة إلى أزيد من 55 ألف درهم تخصصها سنويا المبادرة لتسيير هذه الوحدات لمدة سنتين. ويتراوح عدد المستفيدين في كل واحدة من هذه الوحدات التربوية ما بين 25 و 30 طفلا، جميعهم ينحدرون من هذه الجماعات أو القرى المجاورة لها. من بين هذه الوحدات الخاصة بالتعليم الأولي توجد وحدة بدوار أمتيل بالجماعة القروية الزينات التي جرى افتتاحها في شهر ماي من سنة 2019. وأكدت فاتن أكرادة، المكلفة بتجهيز وتتبع وتسيير وحدات التعليم الأولي على مستوى عمالة تطوان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الوحدة تندرج في إطار شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي الرامية بالخصوص إلى تعميم وتطوير التعليم الأولي على مستوى الإقليم، مسجلة أنه يستفيد من هذه المبادرة أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و 5 سنوات ينحدرون جميعهم من دوار أمتيل والدواوير المجاورة له. وأشارت المسؤولة إلى أن هذا المشروع يروم تمكين أطفال جماعة الزينات من الاستفادة من تعليم أولي يتسم بالجودة ويسهم في تهيئتهم للتعليم الابتدائي، مشيرة إلى أن استقبال التلاميذ يتم في احترام تام للتدابير الاحترازية المعتمدة للتصدي لانتشار جائحة فيروس كورونا المستجد. وأوضحت أن العشرين تلميذا المسجلين بهذه الوحدة التعليمية برسم الدخول الدراسي 2021-2020 يتوزعون على مجموعتين (الصباح وبعد الزوال)، مؤكدة أن المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي تحرص على الاحترام التام للتدابير الصحية المعمول بها، بمنع الآباء من مرافقة أبنائهم إلى حجرات الدراسة، وقياس درجة حرارة التلاميذ قبل دخولهم، وتعقيم يديهم وأحذيتهم، بالإضافة إلى تعقيم الطاولات والتجهيزات، وإلزام المربية بارتداء الكمامة الواقية، من أجل الحفاظ على السلامة الصحية للأطفال والمربية. ويندرج هذا المشروع في إطار تنفيذ البرنامج الرابع من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، الذي يعتبر تعميم التعليم الأولي أحد محاوره الرئيسية في الشق المتعلق بتنمية الطفولة المبكرة. وتروم المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019 – 2023) تعزيز المكتسبات المحققة في المرحلتين الأولى والثانية من المبادرة، وفقا للدينامية التي تم إطلاقها. وتشمل هذه المرحلة أربعة برامج تهم تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية, بالمجالات الترابية الأقل تجهيزا، ومواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، وتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة.