لم يكن الطفل "أيوب .ش"، الذي لم يتجاوز ربيعه السادس عشر، يتوقع ألا تكتمل رحلة عودته سيرا على الأقدام، من شاطئ "با قاسم" إلى منزله الكائن بحي "البرانص القديم"، ليحمل مشجى في لحاف على متن سيارة نقل الأموات إلى مشرحة التشخيص القضائي بطنجة، بعد أن صدمته سيارة "مجنونة" يقودها واحد من فئة "أبناء الفشوش"، ويرديه قتيلا. وتعود أطوار الحادثة مساء أمس الخميس، عندما كان الطفل الضحية يترجل على ناصية الشارع، في طريق العودة إلى المنزل، رفقة أصدقائه من شاطئ "با قاسم"، بعد أن قضوا يوما من الاستجمام، غير أن سيارة فارهة كان يقودها شاب يبلغ من العمر 26 سنة، أنهت أوقفت رحلة عودته في هذا المكان، وأنهت مشوار حياته المتطلع إلى تحقيق أحلام ونجاحات عند هذا الحد. وتشير المعطيات المتوفرة حول هذه الحادثة المروعة، إلى الجاني الذي يدعى "حمزة .ع"، وينحدر من عائلة نافذة معروفة في مدينة طنجة، كان يقود سيارته بطريقة استعراضية وسرعة جنونية. وبينما كان "ابن الفشوش"، يواصل استعراضاته على الطريق، خانه التحكم في قيادة سيارته، في اللحظة التي تزامنت مع مرور الطفل "أيوب" رفقة أصدقائه، ليكون هذا الأخير هو ضحية عربدة الشاب المدلل، الذي لم تتأخر عائلته في استقدام سيارة إسعاف نقلته إلى مصحة خاصة بدعوى إصابته في هذا الحادث، بينما كان مآل الضحية الحقيقي هو مشرحة الأموات، في انتظار تسليمه لأسرته البسيطة، ودفنه في مثواه الأخير وتدفن معه أحلامه وآماله. وفي الوقت الذي ينتظر الجميع، على رأسهم عائلة الطفل المكلومة، أن تأخذ العدالة مجراها من أجل القصاص من الجاني، فإن هناك تخوفات من تأثير تدخلات على مسار القضية، لا سيما أمام الأسلوب الذي لجأ إليه أقارب الجاني من أجل تجنيبه الاعتقال الفوري بتهمة جريمة "القتل"، من خلال نقله إلى إحدى المصحات الخاصة.