أعطى اتحاد طنجة نكهة أخرى في الدوري المغربي هذا الموسم بعد أن صعد إلى الدرجة الأولى، ولم ينتظر طويلا ليفرض اسمه ويكسب الكثير من النقاط جعلته يحمل وشاح ظاهرة الموسم، سواء على صعيد قاعدته الجماهيرية وكذلك الاحتفالية التي تعرفها المباريات بملعب طنجة، أو على مستوى النتائج الإيجابية المسجلة بدليل أنه يحتل المركز الثالث في الترتيب. ولعل الكثيرين تساءلوا حول مدى حضور اتحاد طنجة في موسمه الأول بعد أن حقق الصعود هذا الموسم، وكيف سيكون حاله بعد غياب دام عدة سنوات، ولأن فريق الشمال كان يدرك أنه مطالب بتفادي العودة من حيث أتى وتجنب لعب دور المصعد، فإنه وضع كل إمكانياته من أجل بناء فريق قوي له الأسلحة لمقارعة متطلبات الموسم وكذلك الخصوم. وتعاقد اتحاد طنجة مع مدرب صاحب خبرة هو الجزائري عبدالحق بنشيخة العارف بخبايا الكرة المغربية، خاصة أنه درب الدفاع الجديدي والرجاء البيضاوي، كما أنه انتدب مجموعة من اللاعبين المجربين على غرار رفيق بوخريص وقشاني ومعاوي والعبوبي وغيرهم من اللاعبين الذين أعطوا التوازن لفارس البوغاز. وكان المدرب عبدالحق بنشيخة عند وعده وهو يضع بصمته داخل الفريق بدليل أنه سجل نتائج لم تكن منتظرة، حيث يحتل الفريق المركز الثالث ب43 نقطة، بعدما كان همه هو ضمان البقاء في موسمه الأول بعد صعوده، حيث عرف بنشيخة كيف يكوَن فريقا متجانسا بتركيبته البشرية. وأمام التألق الذي يبصم عليه اتحاد طنجة في الدوري المغربي فإنه يصطدم بمشكلة وحيدة تتعلق بالهاجس المالي الذي قد يكون له تأثير سلبي ما لم يجد المسؤولون الحلول الناجعة لتفاديه، خاصة أن بوادر هذه الأزمة ظهرت في الفترة الأخيرة، وكادت أن تهدد استقرار الفريق. ورغم أن مركز اتحاد طنجة الثالث يبقى إيجابيا نظير إمكانياته كما أنه حديث العهد بالدوري الاحترافي، إلا أن أطماعه ربما كبرت ليحقق الأفضل وينافس على اللقب، خاصة أن المساحة لا تزال أمامه ليصعد أكثر في الترتيب. ولعل ما سيساعد اتحاد طنجة أكثر أنه سيخوض المباريات المقبلة دون ضغط أو مخاوف، وهي خطوة ستلعب لصالح اللاعبين وكذلك الجهاز الفني، فهل سينجح البوغاز في مواصلة زعزعة طابور المقدمة والدفاع على حظوظه في المنافسة على درع الدوري؟