افتتحت اليوم أمس الاربعاء بطنجة فعاليات الدورة العشرين من المعرض الدولي للكتب والفنون المنظمة هذه السنة تحت شعار "طنجة ،المدينة الرمزية من الخيال الى الحقيقة والواقع "، وذلك بمبادرة من المعهد الفرنسي وبتنسيق مع فعاليات جمعوية ومؤسساتية محلية . وبهذه المناسبة، أكد المدير العام للمعهد الفرنسي بالمغرب، جان مارك برثون أن هذا المعرض يهدف إلى أن يكون فضاء حيث تتقاطع مختلف الاجناس التعبيرية والفكرية، من موسيقى ورواية وقصة وورشات الابداع الفني ومعارض الفنون المعاصرة والسينما، وحيث تجد كل مكونات الجمهور مكانا لها مهما اختلفت أذواقها وحساسياتها الثقافية. مضيفا أن مؤسسته تؤمن بشكل كبير بقوة الأدب والفن في معالجة القضايا الرئيسية، مشيرا إلى أن هذا الحدث الثقافي هو منتدى لتبادل الأفكار والنقاش بين المؤلفين والفنانين والمفكرين لإثراء المشهد الثقافي المغربي. وقال جيروم ميغايرو مدير المعهد الفرنسي بطنجة، المنظم للتظاهرة الثقافية، أن هذا الحدث الذي يؤثث الفضاء الثقافي لطنجة سنويا، هو واحد من بين أهم التظاهرات والمواسم الثقافية التي تجمع مفكري المغرب ونظرائهم الفرنسيين ،خدمة للثقافة والتعليم والتربية وتعميم الوصول إلى المعرفة، مشيرا إلى أن الدورة السابقة عرفت مشاركة أكثر من 800 باحثا وناقدا وأديبا ومبدعا في مختلف المجالات الثقافية. وبخصوص شعار الدورة العشرين للتظاهرة "طنجة ،المدينة الرمزية من الخيال الى الحقيقة والواقع "، أكد جيروم ميغايرو ان هذا الشعار يعكس الرغبة في تسليط الضوء على موقع طنجة في قلب التحولات الاجتماعية العميقة، وكذا تسليط الضوء على رمزية المدينة وتاريخها العريق وحضورها المتميز في الساحة الاقتصادية والفكرية الوطنية وواقعها كجسر رابط بين القارتين الاوروبية والافريقية، يعكس أيضا تعقد آمال العالم وتطلعاته، كما يسعى هذا الشعار الى محاولة فهم وتفسير الصورة الخيالية لطنجة برمزيتها المتشعبة . وابرز ان هذا الحدث الثقافي السنوي المتميز "شكل دائما موعدا قارا ومنارة لعشاق الكلمة والفن والمعرفة ومحطة بارزة لإبراز خصوصية الصداقة الفرنسية المغربية". ومن جانبه، قال رئيس جمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي ، العربي الرميقي ، إن هذا الحدث الثقافي هو مناسبة سنوية للاحتفاء بالكتاب والنشر والمعرفة، ويدعو جمهور طنجة المثقف الى الالتقاء بأكثر من 60 كاتبا الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة وطرح وجهات نظرهم الفكرية وعرض خيالهم الابداعي الواسع . ويشكل هذا المعرض، حسب العربي الرميقي ، أحد أفضل المهرجانات الثقافية على الصعيدين الوطني والجهوي ، مشيرا إلى أن النسخة الجديدة من التظاهرة تهدف الى تمكين الجمهور المثقف من الاطلاع على عطاءات الشخصيات الأدبية والفنية الأسطورية لطنجة وسحر مدينة البوغاز الجغرافي والتاريخي والفني في الماضي والحاضر. وأبرز الكاتب المغربي الطاهر بن جلون، الذي القى عرضا افتتاحيا بعنوان "لماذا طنجة مدينة رومانسية؟"، موقع مدينة البوغاز في المشهد الثقافي الوطني والإقليمي والدولي، ومكانا لإلهام الكتاب والفنانين العالميين، والدور الذي تضطلع به حاليا كمركز مالي أفريقي مهم ومنطقة جذب اقتصادية رائدة وكثاني أكبر قطب اقتصادي على صعيد المملكة المغربية . وتقترح دورة هذه السنة، التي ستحتفي بمدينة البوغاز في كل أبعادها الرمزية، برنامجا غنيا سيستحضر غنى عطاء شخصيات أدبية وفنية اسطورية بصمت تاريخ المدينة على مدى قرون من الزمن وروافدها الابداعية والثقافية المتنوعة، كما سيشكل هذا الاحتفاء الابداعي الجميل فرصة لتسليط الضوء على حاضر المنطقة في بعده التنموي والثقافي والاجتماعي . ويوجه المعرض ،المنظم بشراكة مع جمعية "طنجة الجهة للعمل الثقافي " (أتراك) الى غاية يوم الاحد القادم ،الدعوة لجمهور طنجة الادبي للقاء بنخبة من الفنانين والكتاب والمؤرخين وعلماء الجغرافيا الذين سيغنون النقاش العلمي والاكاديمي حول مواضيع أدبية متنوعة تلامس واقع مدينة البوغاز وتاريخها التليد عبر محطات إبداعية تميزت ببروز اسماء وشخصيات أدبية مغربية وأجنبية أثرت تاريخ المنطقة وجعلتها رمزا من رموز التعايش والتجانس الثقافي والانساني .