انطلقت مساء أمس الاربعاء بمدينة البوغاز، فعاليات الدورة ال19 من المعرض الدولي للكتاب والفنون بطنجة بمبادرة من المعهد الفرنسي وجمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي. وأكد مدير المعهد الفرنسي بطنجة الكساندر باجون بالمناسبة، أن هذا الحدث الثقافي المتميز يندرج في إطار الموسم الثقافي الفرنسي المغربي الذي يشرف عليه المعهد الفرنسي بالمغرب ،ويعد إحدى أبرز التظاهرات الثقافية التي تروم التعريف بالإرث الثقافي بالبلدين وإبراز مستجدات الساحة الثقافية الاقليمية والدولية، وكذا تشجيع الشباب على المطالعة والقراءة والتعاطي لمختلف أنواع الفنون الابداعية، والمساهمة أيضا في الفعل الثقافي بالمدينة، التي تعرف تحولا تنمويا معتبرا في السنوات الاخيرة . وستعرف النسخة الجديدة من التظاهرة الثقافية، التي ستستمر الى غاية يوم الاحد القادم، مشاركة العديد من الكتاب والفنانين والفلاسفة والمفكرين لملامسة وبحث ومناقشة قضايا التعليم والتربية والصحة والتنمية الاقتصادية والديمقراطية ومكانة ودور المرأة في المجتمع. وسيستضيف هذا الحدث الثقافي البارز، المنظم بفضاء قصر المؤتمرات الإيطالية بتنسيق مع شركاء مؤسساتيين وثقافيين محليين، فعاليات نسائية من أفريقيا وأوروبا ومناطق أخرى من العالم لتقاسم تجاربهن ومناقشة قضية الهوية بتاء التأنيث، كما سيتم تكريم أسماء ثقافية وأدبية ورياضية بارزة، من ضمنها الروائية والشاعرة الفرنسية من اصل لبناني خوري غاتا والبطلة المغربية الاولمبية السابقة نوال المتوكل والكاتب والفنان التشكيلي البولوني الاصل مارك هالتر. كما سيتناول المشاركون في هذه التظاهرة الثقافية على مدى خمسة أيام مواضيع ذات بعد تربوي اجتماعي وثقافي، من قبيل التطورات والتحولات التي يعرفها المغرب في مجال حماية حقوق النساء وتحسين أوضاعهن وظروف عيشهن وصون كرامتهن، وتعليم الفتيات وضمان ولوجهن لسوق الشغل وجعل المرأة المغربية في صلب التنمية الاقتصادية. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة العلمية والفكرية ندوات وحلقات نقاش ومحاضرات باللغات العربية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية والفرنسية، فضلا عن أنشطة موسيقية غنية مع مجموعة "تريفاز " الفرنسية والسوبرانو مليكة رياض وغزلان حمادي واحسان الرميقي ومجموعة "سليمانيات " النسائية ، وورشات موضوعاتية في مجال الفن التشكيلي والرسم والشعر ومعرضا فنيا بعنوان "النساء ..تأملات وهويات" بمشاركة الفنانتين المغربية أمينة بن بوشتى والفرنسية جاكلين دورياك. وأشار بلاغ للمعهد الى أنه وبعد أن التأمت النسخ الأربع الماضية تحت شعار "الثورة الرقمية من وجهات نظر متباينة ومشارب فكرية متعددة" و"في مديح السرعة " و "في مديح التأني" و"إفريقيا بصيغة الجمع "، تحول الموضوع الرئيسي للمعرض الدولي للكتاب والفنون بطنجة في دورته الجديدة للتطرق الى قضايا المرأة في مختلف أبعادها الثقافية والتنموية والاجتماعية والفكرية. ومنذ تأسيس هذا الفعل الثقافي الأدبي سنة 1996، يسعى هذا الحدث السنوي المنتظم، بالاضافة الى الاهتمام بعرض الكتاب وطرح القضايا الأدبية الفنية للنقاش كمنتدى للحوار والإلتقاء والانفتاح ، الى التشجيع على الحوار والتبادل الثقافي بين كتاب ومفكري ضفتي البحر الأبيض المتوسط.