مثلما كان المئات يتحلقون حوله عندما كان حيا يتغنى بالأم الحبيبة و "طنجة مولات التاج" وقضايا اجتماعية عديدة، لم تكن لحظات وداع الفنان الراحل محمد العربي العوامي، الذي لبى نداء ربه أمس الثلاثاء، لتمضي دون أن تجمع كوكبة من أصدقائه ومحبيه أثناء مراسيم تشييعه إلى مثواه الأخير. مشيعو العوامي، الذي انتقل إلى جوار ربه عن عمر ناهز 75 سنة بعد مسيرة حافلة بالإبداع الفني الملتزم، شكلوا حضورا غفيرا من قبيلة الفنانين والمبدعين، الذين قدموا من مدينة طنجةوخارجها، كان على رأسهم المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة، العربي المصباحي، الذي طالما عبر عن اعتزازه بمعرفته وصداقته بالراحل محمد العربي العوامي. وخيمت أجواء الحزن بشكل لافت، على موكب المشيعين، الذي انطلق من مسجد "محمد الخامس"، حيث جرت مراسيم صلاة الجنازة على روح الراحل، باتجاه مقبرة "المجاهدين"، التي ووري جثمانه الثرى. وولد الفنان محمد العربي العوامي، بمدينة طنجة، سنة 1941، ونشأ في أسرة محافظة، وكان شغوفا بالاستماع لأروع الأغاني الشرقية، حيث كان يتردد على قاعات السينما التي كانت تقدم الأفلام الغنائية لكبار المطربين، محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، فريد الأطرش.وكان يغني بعض القطع الموسيقية الشرقية. وفي مستهل الخمسينيات أتيحت له فرصة الغناء أمام جوق موسيقي في إحدى المناسبات ببيت خاله الذي طلب منه أن يغني صحبة ذلك الجوق، لأنه كان يعرف أنه يحسن الغناء، وأطرب الحاضرين وأصبح الجوق يدعوه للمشاركة في الحفلات، لتنطلق بذلك مسيرته الفنية التي أغناها. ونجح الراحل في مشواره ليؤدي العديد من الأغاني منها، بابا يا ألف حجاب، عيد ميلادك يا أختي، الربيب غريب، مبروك ياعريس، طنجة يا مولات التاج، كما أدى أغاني وطنية ودينية، ونظرا معالجته للموضوعات الاجتماعية من خلال أغانيه فقد سمي بمطرب الأسرة.