على مدى سبعة أيام، انطلاقا من أمس السبت، ستشكل عدة فضاءات في مدينة أصيلة، مسرحا لإبراز إبداعات نسائية في مجال الفن التشكيلي والصناعة التقليدية، ضمن فعاليات من الموسم النسائي الدولي الرابع عشر، الذي يتميز بمشاركة مبدعات من مختلف مناطق المغرب وعدد من الدول الصديقة للمملكة. حفل افتتاح هذا الموسم المنظم من طرف الجمعية المغربية للمبدعات المعاصرات، سطعت من خلاله إبداعات نسائية امتزجت في معرض جماعي، أثثته أعمال كل من الفنانات التشكيليات بلقيس فخرو من البحرين وإلسا مارتيني من النمسا وسارا فوجي إيطو يوكري من اليابان وأمل نصر من مصر وجميلة بنعبود من لبنان وماريا إسبيرانسا ألموخيرا من إسبانيا. أما بخصوص المشاركة المغربية في هذه الفعالية الافتتاحية للموسم، التي احتضنها مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية في أصيلة، فتمثلت في إبداعات كل من الفنانات نادية الأزرق ونجوى الهيتمي وسناء الركراكي ولطيفة الضحاك ووفاء مزوار ورحيمة العارود وسعيدة سعادة وصوفيا أعبي وفاطمة حجاجي وأمينة الرميقي وأمينة بويزكار ونفيسة بنجلون. ورغم ما يفرق هؤلاء النسوة هو مقاربتهن الإبداعية في عالم التشكيل وطريقة تعبيرهن ما بين الفن التجريدي والواقعي، فإن ما يجمع بينهن هو قوة التبليغ والدقة في اختيار الألوان والمضامين التي تشع بالحياة والعطاء المجدي وتنبض بالأمل والرغبة في تحقيق الذات. كما يؤثث موسم هذه السنة معرض خاص في الصناعة التقليدية والمنتوجات المجالية لمبدعات ينتمين إلى مختلف حواضر وبوادي مناطق المغرب طنجة وتطوان والجديدة وأزيلال وغيرها، ويقدم هذا المعرض خبرة وتجارب النساء كل في مجال اختصاصها سواء ما تعلق بالقماش التقليدي والقفطان والجلباب والديكور المنزلي ومواد التجميل التقليدية والإكسيسوارات المستعملة في التزيين. وقالت رئيسة الجمعية المنظمة وفاء الهضيبي، في تصريح بالمناسبة، إن الموسم النسائي الفني والثقافي لهذه السنة، المنظم تحت شعار "المسيرة الخضراء ..عبقرية الإبداع والتطور"، هو مساهمة من نساء منطقة شمال المغرب في تفعيل المشروع المجتمعي للمبادرة الوطنية للتنمية الاجتماعية البشرية والنهوض بالمرأة المغربية في ميادين الثقافة والفنون، وكذا دعم مشروع الجهوية المتقدمة في أبعاده التنموية والتي تشكل النساء بعطاءاتهن وتضحياتهن إحدى اللبنات الأساسية. كما يأتي تنظيم هذه النسخة، حسب الهضيبي، سعيا لدعم حضور المرأة في الدينامية المجتمعية الجديدة، وكذا بغية تفعيل التنسيق والعمل المشترك بين مكونات القطب الاجتماعي المغربي لدعم النموذج المغربي الثقافي والمجتمعي، الهادف إلى تحقيق المساواة داخل المجتمع والنهوض بأوضاع المرأة والدفاع عن ثوابت الأمة المغربية ومقدساتها من خلال أنشطة ثقافية وفنية نسائية متنوعة هادفة تعكس عمق وأصالة التراث المغربي وقيم الحداثة التي تتبناها المملكة . وأشارت وفاء الهضيبي إلى أن الدورة الجديدة للموسم تفرد اهتماما خاصا، من خلال برنامجها اليومي، للتراث المغربي الحساني الصحراوي وكذا للتراث الأمازيغي كأحد الروافد الأساسية للتراث الثقافي الوطني المتنوع والمتكامل، من خلال ملامسة ذاكرة وتاريخ هذين النوعين من الفن التراثي ومسار التوثيق المتحفي للتراث اللا مادي. وسيتم وفق برنامج الدورة تنظيم معرض للكتاب الحساني والأمازيغي بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية بأصيلة، وعرض أزياء للقفطان المغربي من تصميم الفنانة لطيفة التطواني، وأمسية شعرية أمازيغية ذات بعد وطني وحدوي.