يعاني القطاع السياحي في مدينة طنجة من العديد من المشاكل، ومن بينها تلك المتعلقة بتصرفات بعض العاملين في هذا القطاع سواء من أصحاب البازارات أو من بعض المرشدين السياحيين الذين يرون في السائح مجرد "بقرة" يجب حلبها بأي طريقة لجني أكبر قدر من الاوراق المالية. هؤلاء الاشخاص الذي لا يتورعون عن القيام بخدع سخيفة معتقدين أن السياح مجرد "نية دالله"، لا يعرفون أن خدعهم أصبحت "مفروشة" وجميع السياح يعرفونها حتى قبل أن تطأ قدمهم أرض طنجة، كما أنهم لا يعرفون أن خدعهم "العتيقة" في المدينة العتيقة أصبح السياح يقرأون عنها على صفحات الانترنيت. سائح أمريكي رحالة شاب يدعى دانييل فوركنر نشر أمس الجمعة على موقعه بالانترنيت "danielforkner.com" مقالا يكشف فيه التصرفات الخادعة التي يقدم عليها بعض المرشدين السياحيين في طنجة ويعتبر ما تعرض له من خدع درس يجب أن يتعلمه جميع السياح الاخرين. كشف دانييل فوركنر في مقاله أنه فور وصوله إلى طنجة قادما من طريفة الاسبانية، قاده أحد الاشخاص بالميناء إلى مرشد سياحي يدعى "محمد"، وقاده هذا المرشد إلى الفندق الذي يقيم فيه بالمدينة القديمة انه يعمل مع هذا الفندق وهو ما اتضح فيما بعد أنه مجرد كذب. بعد الفندق أراد السائح الامريكي المعني أن يقوم بجولة، واتفق مع المرشد "محمد" على مبلغ 10 أورو مقابل جولة بالمدينة القديمة، وبعد جولة قصيرة إلى المفوضية الامريكية ومقبرة ألمانية، قاد المرشد السائح الامريكي إلى بزار مدعيا أنه لعمه. في هذا البزار قام صاحبه بعرض بعض الزرابي على السائح الامريكي الذي أبدى اعجابه بها لكنه لم يكن يرغب في اقتناء زربية يبلغ ثمنها 650 أورو، لكنه قبل أن يرحل أرغم أمام إلحاح صاحب البزار على شراء بعض الاساور من أجل أن يفلت بجلده بعدما تحول وجه صاحب البزار من بشوش إلى مكفهر فور علمه أن الامريكي لا ينوي اقتناء شيء. بعد البزار قاد المرشد "محمد" السائح إلى عدد من المحلات التجارية، فأدرك الاخير أن جولته ستتحول إلى مجموعة من المحطات المماثلة لما حدث معه في البزار، فطلب من المرشد أن يقوده إلى أقرب مطعم ليتناول "سندويشا" رخيصا ثم يعود إلى الفندق. في هذه أيضا، أدعى محمد أنه يعرف مطعما جميلا لصديق له، وعندما وصل السائح وجد نفسه في مطعم تقليدي هندسته على الشكل الأندلسي، وقبل أن يتوصل بقائمة الوجبات والسعر، قام صاحب المطعم بوضع الطعام أمامه فأضطر أن يأكل ما وضع أمامه وقام في النهاية بدفع السعر الذي كان مرتفعا وعاد إلى فندقه. يقول فوركنر، أنه في هذه الجولة أجبر على القيام بجولة لم يكن يرغب فيها، واشترى أساوير لم يكن يريد اقتنائها ولن يلبسها في يوم من الايام، ثم كادت أن تتحول جولته إلى زيارات متعددة لمحلات تجارية أخرى قبل أن يدرك ذلك ويوقفه، ثم أجبر على أكل طعام لم يطلبه ودفع سعرا مرتفعا مجبرا. هذه القصة التي حكى عنها دانييل فوركنر، ووافق في اتصال مع "طنجة 24" على نشرها، تكشف بجلاء خبث بعض العاملين في القطاع السياحي بطنجة، وكيف يسيئون إلى مورد رزقهم بتصرفات لم تعد تنفع في عصر التكنولوجيا حيث أصبح السائح يعرف كل شيء عن البلد الذي سيزوره، حتى سعر "التاكسي". وللأسف فإن هذه التصرفات لا تسيء للسياحة فقط، بل تسيء للمدينة وسمعتها بشكل عام، وهو الامر الذي لا يخدم مصلحة احد، فمتى يسفيق هؤلاء الخبثاء ويدركوا أن خدعهم وتصرفاتهم المشينة أصبحت منشورة على الانترنيت يقرأها الجميع !!.