لورين سايلسبوري(*)- ترجمة: محمد سعيد أرباط: من شواطئ طريفة أضواء افريقيا تظهر مشعة، حتى تحس أن المغرب قريب جدا، وهو في الحقيقة كذلك، فطنجة لا تبتعد إلا ب 20 ميلا، إذ لا يفصلها عن سواحل اسبانيا إلا مضيق جبل طارق الضيق. في حالة إذا زرت طريفة أو أي مدينة أندلسية، فإن الموقع الاستراتيجي لميناء طنجة يجعلك ترغب في زيارة هذا المكان المثير، خاصة أن البواخر تربط بين المنطقتين بين كل 35 دقيقة وأخرى، والسعر لا يتعدى 60 أورو للرحلة حسب الفصول. عندما اجتزت الجمارك المغربية، سرعان ما اتضح لي أن طنجة مغرب آخر غير الذي عرفته وعشقته في مراكش. احاط بي مجموعة من "المرشدين" كل واحد منهم يعدني بجولة رائعة بالمدينة، أجبت "لا شكرا" لكن هذا لم يدفعهم إلى الابتعاد. اقترب مني المرشد السياحي الخاص عبد المغيث الجيلالي، وطلب مني بهدوء أن اتبعه لمسافة قصيرة حتى يبتعد عني أولئك المرشدين المزعجين، قال " لا أحب هذا الازعاج الذي يسببونه للسياح، ولا داعي لتذهبي مع في جولة يكفي أن أبعدك عنهم فقط". سواء كان تصرف السيد عبد المغيث الجيلالي تصرفا لطيفا صادقا أو مجرد وسيلة ذكية لأثق به لكي أجعله مرشدي، إلا أنني بالفعل وثقت به وارتحت برفقته بعد دقائق فقط، فقررنا أن نأخذ نصف اليوم جولة بالمدينة القديمة، فصار مرشدي السياحي، وكان غزيرا بالمعلومات التاريخية. وهذا يقودني إلى نصيحتي الأولى للسياح الزائرين لطنجة وهي أن لا يعيروا انتباها للمرشدين غير المهنيين. زرت القصبة، حصن يعود إلى القرون الوسطى، يطل على المدينة القديمة ومدينة طنجة بكاملها، ثم بعد ذلك دفعت لزيارة "دار المخزن" الذي كان قصرا في السابق قبل أن يصبح عبارة عن متحف للمقتنيات القديمة، وشهدت بعض المنتوجات التقليدية المصنوعة يدويا المثيرة للاهتمام، وتعلمت الكثير عن الهندسة والتصميمات التقليدية لبعض الاماكن. لكن متعة طنجة ليس أن تزور متحفا أو بناية خاصة، بل هي أن تتجول مخترقا الازقة ودروب المدينة القديمة التي تعود بدورها إلى القرون الوسطى، وأنت تنغمس في ثقافة مختلفة. عند اقتراب نهاية الجولة، توقفت في محل يبيع عدد كبير من الاشياء الجملية، سجادات، ملابس، ومنتوجات قديمة، وجواهر. هنا يقوم صاحب المحل بعرض منتوجاته عليك ويشرح لك معناها وقيمتها. إذ أنك إذا زرت المغرب ولم تزر السوق فإن زيارتك ستكون تجربة "غريبة". غير أن هذا يدفعني إلى أن أطرح نصيحتي الثانية وهي، أن لا تترد في قول لا في حالة إذا لم يعجبك أي شيء لشرائه. المقطع الاخير من زيارتي، كان مطعما، ورغم أن ضياع الوقت في الاكل يقتل معنى اكتشاف المدينة، إلا أن الاكل كان شهيا بلا منازع، عليك بتذوق طجين الدجاج في المغرب، فمنذ زيارتي لمراكش، صار طجين الدجاج وجبتي المفضلة. ولضمان سلامتي قادني عبد المغيث إلى الباخرة داخل الميناء قبل موعد انطلاق الباخرة بوقت كاف، وعندما يقال أن الباخرة في المغرب تنطلق في الوقت المحدد، فإن ذلك يعني العكس، إذ انني انتظرت ساعة كاملة بعد الوقت المحدد لانطلاقها. وفي الاخير، كانت هذه زيارتي إلى طنجة، وهذا يقودني إلى نصيحتي الثالثة، وهي أن لا تحكم على المغرب من خلال زيارتك إلى طنجة فقط، فإذا كانت مدينة تيجوين لا تمثل جمال المكسيك، فإن طنجة لا تمثل جمال المغرب، فإذا أردت مزيدا من التجارب الغنية عليك بزيارة مراكش، الدارالبيضاء، أو شفشاونالمدينة الزرقاء.