تدفق الناس على الشواطئ والحدائق والشوارع مع بدء موجة من الطقس الحار في جنوب أوروبا واعتدال الطقس في الولاياتالمتحدة. ويبقي الكثيرون، رغم خروجهم على المسافات وبعضم يرتدي الكمامات. ومع ذلك تحتدم الاحتجاجات من ألمانيا إلى انكلترا، والولاياتالمتحدة تجادل بأن القيود التي تفرضها الحكومات تقلص الحريات الشخصية وتدمر الاقتصاد. وتدفق اليونانيون على الشواطئ يوم أمس السبت عندما فتح أكثر من 500 شاطئ تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارةإلى 34 درجة مئوية. لكن يشترط ترك مسافة أربعة أمتار بين أعمدة المظلات ومتر على الأقل بين قبة المظلة والأخرى، إذ تسعى البلاد للموازنة بين حماية الناس من مرض كوفيد-19 وبين إنعاش قطاع السياحة الذي يعتمد الكثيرون عليه في كسب عيشهم. ورسمت دوائر بيضاء على العشب في حديقة بروكلين دومينو في مدينة نيويورك لمساعدة الرواد على الإبقاء على مسافات مناسبة فيما بينهم. ونحو نصف رواد الحديقة كانوا يرتدون شكلا من أشكال غطاء الوجه وهم يتجولون في مجموعات صغيرة بعد ظهر يوم السبت تحت أعين ضباط شرطة يضعون الكمامات. وتعتزم نيويورك ونيوجيرزي وولايات أخرى فتح بعض الشواطئ بحلول عطلة يوم الذكري في وقت لاحق هذا الشهر والتي تتزامن مع بداية الصيف في الولاياتالمتحدة. وفي غابة بولونيا في باريس قالت آن شاردون مدربة الصحة وهي تحمل مطهرا وكمامة إنها تشعر بالحرية لأول مرة بعد أسابيع من العزل. وقالت “كأننا في قصر الجميلة النائمة، الكل نيام، كل شيء متجمد في مكانه وفجأة أصبح هناك ضوء ومساحات، فجأة أصبح بإمكاننا مرة أخرى الحصول على متع صغيرة كل يوم في الأماكن الخاصة بنا والتي نعيد اكتشافها”. وفي حديقة هايد بارك في لندن اعتقلت الشرطة 19 شخصا لكسرهم قواعد التباعد الاجتماعي عمدا احتجاجا على إجراءات العزل في أول عطلة نهاية أسبوع منذ إعلان رئيس الوزراء بوريس جونسون تخفيفا طفيفا للقيود. مظاهرات ترافق الاستمرار في تخفيف القيود وخرج آلاف الألمان إلى الشوارع في مختلف أرجاء البلاد للتظاهر ضد القيود التي تفرضها الحكومة، رغم إعادة فتح المحلات والمطاعم وكل القطاعات وإن بشكل تدريجي، وعودة التلاميذ جزئيا إلى المدارس واستئناف مباريات كرة القدم (بوندسليغا). وذلك نتجة التقدم الكبير الذي حققته ألمانيا في السيطرة على انتشار الوباء، إذ تشير آخر أرقام جامعة جونز هوبكنز حتى ساعة نشر هذا التقرير، أن إجمالي عدد الإصابات وصل حتى الآن إلى 176 ألف و369 شخصا توفي منهم 7958 شخصا وتعافي 154 ألفا و11 مصابا، وبالتالي يكون صافي عدد مرضى فيروس كورونا الحالي في ألمانيا 14 ألف و400 مصاب فقط، مع العلم أن عدد السكان يبلغ 83 مليون نسمة. وأفادت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها اليوم الأحد بأن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد وصل إلى مليون و467 ألف و65 حالة، بزيادة 31967 حالة عن الإحصاء السابق، وقالت إن عدد الوفيات ارتفع بواقع 1394 حالة إلى 88709. في حين أحصت جامعة جونز هوبكنز الأمريكية حوالي مليون و481 ألف إصابة ووفاة 89318 شخصا. وفي موسكو أعلنت السلطات الصحية اليوم أن عدد الاصابات بفيروس كورونا المستجد بدأ بالاستقرار في روسيا حيث سجلت 9709 إصابات جديدة خلال 24 ساعة. وللمرة الثالثة خلال أسبوع لم تبلغ الإصابات عتبة ال 10 آلاف، علما أن روسيا تسجل ثاني أكبر عدد إصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم بعد الولاياتالمتحدة، حيث بلغت نحو 282 الف إصابة. أقل وفيات منذ شهرين وأحصت إسبانيا اليوم 87 وفاة بفيروس كورونا في 24 ساعة، في تعداد يقل عن مئة وفاة للمرة الأولى منذ شهرين، وذلك عشية توسيع اجراءات رفع العزل في أنحاء البلاد باستثناء مدريد وبرشلونة. وقال مدير مركز الحالات الطارئة الصحية فرناندو سيمون “نحن للمرة الأولى منذ وقت طويل دون مئة (وفاة)، وهذا خبر جيد”. وفي ذروة الوباء، سجلت 950 وفاة يوميا بداية نيسان/ابريل. وتبقى إسبانيا إحدى الدول الأكثر تضرراَ بالوباء في العالم مع 27 ألفاً و650 وفاة وفق حصيلة وزارة الصحة الأحد. وسجلت أكثر من 231 ألف إصابة مؤكدة بكوفيد-19. وفي ايطاليا استعدت المحال التجارية والمطاعم وصالونات تصفيف الشعر لمعاودة فتح أبوابها غدا الاثنين مع زيادة تخفيف الحكومة واحدا من أشد إجراءات العزل العام في العالم لمواجهة فيروس كورونا، قائلة إنها تأخذ “مخاطرة محسوبة” كي تجعل البلاد تقف على أقدامها مجددا. وذكرت وكالة الحماية المدنية أن عدد الوفيات اليومي جراء جائحة فيروس كورونا انخفض إلى 145 اليوم الأحد، في أدنى مستوى له منذ التاسع من مارس/ آذار، مقابل 153 في اليوم السابق. وعدد الوفيات وصل إلى نحو 32 ألفا حسب إحصاء جامعة جونز هوبكنز. وسجلت السلطات الصحية الفرنسية اليوم الأحد 483 حالة وفاة جديدة بفيروس كورونا، ليصل إجمالي عدد الوفيات إلى 28108. وقالت وزارة الصحة إن عدد الأشخاص في المستشفيات انخفض إلى 19361 من 19432 أمس السبت، كما انخفض عدد الموجودين بوحدات العناية المركزة إلى 2087 من 2132 أمس. أما في البرازيل البلد الأكثر تضررا، فقد تخطى عدد الوفيات 15 ألف 600 وفاة من أصل 233 ألفا و648 إصابة مؤكدة، رابع أعلى حصيلة للإصابات في العالم، وهي أرقام يعتبرها بعض الخبراء أدنى بكثير من الأعداد الفعلية في وقت ينتقد الرئيس جاير بولسونارو باستمرار تدابير الحجر التي يفرضها بعض حكام الولايات.