دأبت أصيلة طيلة العقود الثلاثة الأخيرة على الاحتفاء بثقافات العالم، وعززت هذا التقليد منذ أربع سنوات بالترحيب كل سنة بدولة معينة كضيف شرف لموسمها الثقافي الدولي الذي يهدف بالأساس إلى توسيع دائرة المعرفة بين الشعوب والحضارات والثقافات. وفي إطار تكريس هذه الوظيفة السامية، التي أخذتها مؤسسة منتدى أصيلة على عاتقها منذ اللحظة التي أرست فيها لبنات هذه التظاهرة الثقافية الدولية، حلت الكويت ضيف شرف على الدورة ال33 للموسم، فانفتحت بذلك نافذة مشرعة على ثقافة هذا البلد العربي، ومنحت أصيلة لساكنتها وزوارها فرصة الاطلاع عن قرب على مختلف مناحي التراث الشعبي والإنتاج الأدبي الكويتي. وهكذا يفتح قصر الثقافة وحديقة سيدي بوخبزة أبوابهما للزوار، طيلة أيام الموسم الذي يستمر إلى غاية 22 يوليوز الجاري، قصد التعرف على أهم المنجزات والإصدارات التي ميزت الخمسين سنة الأخيرة من تاريخ الكويت، من خلال معرض للصور وآخر للكتاب، حيث تتزامن المشاركة الكويتية في فعاليات موسم أصيلة مع تخليد هذا البلد للذكرى الخمسين لاستقلالها. ويحتضن مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، طيلة أيام الموسم أيضا، معرضا للفن التشكيلي الكويتي المعاصر يستعرض لوحات وأعمال أزيد من 12 فنانا وفنانة، إضافة إلى معرض لمنتوجات الصناعة التقليدية بهذا البلد، والتي تعطي لمحة عن بعض مظاهر الحياة اليومية الكويتية. وفي مجال الموسيقى، سيحتضن فضاء مكتبة الأمير بندر بن سلطان يوم الاثنين المقبل أمسية غنائية للفنانة الكويتية الأوبرالية أماني حجي، وأمسية ثانية يوم 22 يوليوز الجاري تحييها فرقة الكويت الوطنية للموسيقى بقيادة المايسترو أحمد الحمدان وبمصاحبة المطربين محمد البلوشي وبشار الشطي، وذلك في إطار برنامج العروض الموسيقية والغنائية لهذه الدورة. كما سيكون زوار أصيلة على موعد مع نماذج من التجارب الشعرية والسردية الكويتية، من خلال أمسيات شعرية وقصصية، يحتضنها فضاء حديقة سيدي بوخبزة، ويشارك فيها على الخصوص الشاعر الكويتي سالم خدادة (21 يوليوز الجاري)، وكتاب القصة وليد رجب وهدى الشوزا وسعداء الدعاس (17 يوليوز الجاري). وإضافة إلى هذه الأمسيات، التي تنظم في إطار أنشطة "مقهى الكويت"، سيتم عرض فيلم توثيقي عن الحركة المسرحية في الكويت مساء اليوم الجمعة، إضافة إلى عرض تسجيلي لمسرحية "على جناح التبريزي وتابعه قفة" للمخرج الراحل صقر الرشود. وفي إطار التعريف بالتجربة الأدبية الكويتية أيضا، ستنظم ندوة حول "الحركة الأدبية في الكويت خلال نصف قرن"، ما بين 19 و20 يوليوز الجاري، بمشاركة ثلة من النقاد والباحثين والأدباء العرب، تتوخى، حسب المنظمين، مقاربة جوانب من تحولات المشهد الأدبي الحديث في الكويت وإبراز المكانة المتميزة التي تشغلها الحركة الأدبية في هذا البلد الشقيق. يذكر أن زوار، سبق وأطلوا، في إطار فعاليات هذه الدورة التي تستمر إلى غاية 22 يوليوز الجاري، على جوانب من التراث والثقافة الكويتيين، من خلال ندوة حول موضوع "الكويت: نصف قرن من العطاء الثقافي العربي"، سلطت الضوء على مساهمة هذا البلد الخليجي في إغناء الساحة الثقافية العربية، ولقاء حول "فن الخط العربي بالكويت"، وأمسيات فنية أحيتها فرقة صالح حمدان، وفرقة الفنون الشعبية الكويتية، إضافة إلى عرض للزي التقليدي النسوي للمصممة الكويتية رجاء البدر.