أصدرت مؤخرا شاعرة اسبانية تدعى فيرونيكا أراندا (Veronica Aranda) ديوانا شعريا يحتوي مجموعة من القصائد تتغنى بمقهى الحافة بطنجة، والعديد من الاماكن الاخرى بهذه المدينة الساحرة التي جذبت العديد من الادباء والشعراء إليها. وصدر الديوان الذي يحمل عنوان "مقهى الحافة" عن دار النشر الاسبانية El sastre de Apollinaire متضمنا 82 صفحة، وقد تم تنظيم حفل تقديم وتوقيع الديوان في ملقة في 10 فبراير الجاري، وقد قدم للديوان الشاعر الفارو فالفيردي. ويتضمن الديوان لصاحبته فيرونيكا المزدادة بالعاصمة الاسبانية مدريد سنة 1982، مجموعة من القصائد كلها تتعلق بأماكن وأحداث بمدينة طنجة كمقهى الحافة وعدد من الاماكن الاخرى، وحتى الشخصيات التاريخية والادبية التي مرت بالمدينة. وهذه احدى قصائد الديوان كما ترجمها أحمد اليمني: مقهى الحافة أرى الأساطير تموت فيما أفكر في الأدب: بول بولز، الرّحل، الحمى الصفراء في فنادق تلك الحقبة. استلاب الغريب الذي يشيخ متمددا على فراش من قش، حيث يأخذ أنفاسا بطيئة من غليون الكيف. محمد شكري، جائعا للأرصفة، يبحث عن خبز حاف. كيرواك، تينسي وليامز، ألن غينيسبرغ، في شرفة فندق منيرية. أنخل بيلاسكيث متجهم وغارق في الديون، ثمل في غرف بنسيونات كئيبة، وخوانيتا ناربوني من كانت تتحدث وحدها في السينمات القديمة وتشرب حتى الثمالة شراب الينسون المسكر بعد الطعام في رقاد عميق متقشف على صفارات السفن. جين بولز، سيدتان جادتان، بائعتان عاشقتان للشيلم، والانغمار البطيء للجنون في الورقة البيضاء. أرى الأساطير تموت، أفكر في طنجة في صيف عام 49: تعريشات، حفلات كبيرة حتى الفجر، منظر طبيعي من الأقنثة والخيول عبر المونتي بييخو. أرى الأساطير تموت. أرتاح في شرفات مقهى الحافة المعلقة على البحر في يوم صيفي. هنا، تحت ظلال الزيزفون، النشوة وخُمار “جيل البيت”، الصداقة، بعض اللا طمأنينة يوم الأحد، فستق محمص وشاي بكثير من السكر ودبابير لا تتوقف. مدينة ولا مدينة، كون للعبور حيث يقوم المسافرون بترجمة العالم، حصته من الخمور ومن البداوة.