مع الانخفاض الذي تعرفه درجات الحرارة، يلجأ الكثير من أهالي مدينة طنجة، للاحتماء بالجلاليب الصوفية، قصد الاحتماء من البرد القارس، دون أن تغريهم المعاطف الأوروبية التي تعج بها العشرات من المحلات التجارية. ويبدو مألوفا أن تصادف الكثير من الشباب والكهول والشيوخ، في مختلف شوارع مدينة "البوغاز" خلال هذه الأيام الباردة، وهم متدثرون بأثواب ثقيلة مصنوعة من صوف الغنم، يسمى باللهجة المحلية "الجلاب"، وفي الوقت الذي تعج فيه مختلف المحال التجارية، بسترات مختلفة ذات ماركات عالمية أصلية أو مقلدة، تمنح من يرتديها هنداما وأناقة عصريين، فإن الكثير من المغاربة، لا يزالون يفضلون هذه الجلابيب التقليدية، لاعتقادهم أنها أكثر فعالية في الحماية من برودة الطقس. بحيث تعرف المحلات التجارية المتخصصة في ترويج هذه الملابس التقليدية، إقبالا متزايدا لا يضاهيه موسم آخر، سوى موسم المناسبات الدينية. في السوق "البراني" بقلب مدينة طنجة، يحرص العديد من أرباب المحلات التجارية، على تموين تجارتهم بأعداد كبيرة من هذا النوع من الألبسة، لإدراكهم بالطلب المتزايد عليها من طرف المواطنين، خلال هذا الوقت من السنة، بحسب مراسل الأناضول. ويقول "منير الطنجاوي"، أحد التجار المتخصصين في بيع جلابيب الصوف، إن الإقبال على هذا النوع من الجلابيب الصوفية، يزداد كلما حل موسم البرد، موضحا أن السبب الذي يدفع المواطنين لطلب هذه الأثواب، هو فعاليته في مقاومة البرد. ويشرح الطنجاوي، أن هذا المنتج يتميز بتنوع أشكاله وتفاوت جودته، قائلا "نحن نستورد سلعنا تحديدا من فاسووزان ، وهناك أيضا جلالبيب محلية أيضا يتم إنتاجها في طنجة". مضيفا أن سعر الجلباب التقليدي، يتفاوت حسب نوعه وجودته، حيث يتراوح ما بين 700 درهم و 1200 درهم. من جهته قال خالد الفحصي، كهل في بداية الخمسينات إن المعاطف الأوروبية في الغالب، تمنح للنصف العلوي من الجسم دفئا يقي من البرد القارس، لكنه يفضل الجلباب الصوفي، لأنه "يقي الجسم كله من البرد، كما يوفر حماية للرأس والأذنين، حين أضع غطاء الجلباب الملتصق بأعلاه". أما رشيد الودراسي، فقد فضل شراء "قشابة"، وهي تختلف عن الجلباب بكونها قصيرة الطول، ولا تتوفر على أكمام. وقال الودراسي: "أفضل القشابة، لأنها تتيح الحركة بحرية بشكل أكبر، وتساعدني أكثر على مزاولة عملي في نقل البضائع، كما أن وزنها خفيف بالمقارنة مع "الجلاب". وتمثل "الجلابة" الوزانية (نسبة إلى مدينة وزان)، أفضل أنواع هذه الأثواب، لذلك فإنها تكون الأعلى ثمنا من بين الأنواع التي يتم إنتاجها في المدن الأخرى، بحسب مراسل الأناضول. أما "القشابة" فهو نوع منحصر في المنطقة الشمالية للمغرب، وهو عبارة عن ثوب قصير مصنوع من الصوف، وتتم خياطته يدويا من طرف ممتهن هذه الحرفة (المْعلم) رفقة مساعد له، يكون في أغلب الأحيان طفلا صغيرا (المْتْعلم)، ويبلغ ثمنه حوالي 150 درهما. وتتواصل موجة البرد القارس، حتى يوم غد الأربعاء، بمختلف مناطق المغرب، بحسب ما سبق أن عممته مديرية الأرصاد الجوية، ضمن نشرة خاصة لها، وذلك تساقط الثلوج بكميات مهمة في مناطق من بينها شفشاون والحسيمة.