كيف هو حال الجلباب التقليدي بمنطقة دكالة وهل من مشاكل بهذا القطاع؟ نحن صناع نقوم بخياطة الجلباب بالطريقة التقليدية، وهذه الحرفة تعتمد بالأساس على الثوب والخيط والحرير، لكننا نتوصل بالمادة الأساسية (الثوب) عن طريق وسطاء يحتكرون السوق، وهم أشخاص يشترون ثوب الجلباب من المصانع ويبيعونه للخياطين بعد إيصاله إلى الدواوير التي ينشط سكانها في الجلباب، وهي عملية تتم أسبوعيا تقريبا، وهؤلاء الوسطاء يؤدون مبالغ زهيدة للخياطة تتراوح بين 30 و 70 درهما للجلباب الواحد، وذلك حسب جودة ونوع الخياطة، والخياط قد يحضر ما بين 3 إلى 4 جلابيب في الأسبوع في أقصى حد، وكل الناشطين في هذه الحرفة التقليدية هم أرباب أسر تتكون من عدة أفراد يحصلون على دخل يصل في أقصى الحدود إلى 300 درهم في الأسبوع، مبلغ لا يمكنه أن يوفر حتى أساسيات الحياة بالنظر إلى غلاء المعيشة ومتطلبات الأبناء، بالإضافة إلى أن أغلب الخياطة يعانون من ضعف البصر بعد مدة قصيرة من ممارسة هذه الحرفة. هل أبلغتم معاناتكم إلى المسؤولين عن القطاع؟ تحدثنا إلى المسؤولين عن القطاع بمن فيهم رئيس غرفة الصناعة التقليدية ومندوبة الصناعة التقليدية، وقالوا لنا بأن هذا المشكل ليس لدينا له حل لأنه مشكل تتدخل فيه مجموعة من الأشياء التي نجهلها، والحجة الوحيدة لديهم هو أن سوق الجلباب التقليدي لا يعرف إقبالا كبيرا، بالرغم من أن الوسطاء الذين تحدثنا عنهم أصبحوا من أغنياء المنطقة، وكل ذلك حققوه من الجلباب الذي يقول المسؤولون إن الإقبال عليه ضعيف، وهنا لابد من الإشارة إلى أنه مؤخرا لجأ الوسطاء إلى تغيير وجهتهم نحو الجلباب الذي يخاط باستعمال ما يسمى بالقيطان لأن الخياطة بالقيطان أعفتهم من إيصال الثوب إلى الدواوير، ويضمن لهم توفير عدد إضافي من الجلباب، وأصبح هذا الوسيط باستعمال الآلات يحصل على 1000 جلابة في الأسبوع بدل 200 جلابة التي كان يحصل عليها في السابق بالإعتماد على الخياطة التقليدية وبثمن أقل، لكن الجودة تبقى دون مستوى الجلباب التقليدي. ما هي اقتراحاتكم لإعادة الاعتبار للجلباب التقليدي؟ نحن نطالب بأن تصلنا المواد الأولية مباشرة، وليس عبر الوسطاء الذي يمتصون دماء الخياطين، وكذلك نريد من المسؤولين أن يدعموا هذه المواد الأولية بتنسيق مع الجمعيات التي تنشط في هذا القطاع لكي تصل المواد الأولية بأثمنة معقولة تضمن لنا هامشا من الربح يوازي العناء والعمل الذي نقوم به لخياطة الجلباب التقليدي. النقطة الثانية تتعلق بالخياطة بواسطة القيطان، والتي أصبحت تحارب الجلباب التقليدي المخاط باليد بالرغم من عدم جودته، لأن الإقبال عليه يتزايد باعتبار أن المستهلك المغربي في غالبيته يبحث عن الثمن المنخفض دون اعتبار للجودة، الأمر الذي يمكن اعتباره دقا لناقوس الخطر بالنسبة للجلباب التقليدي المغربي والدكالي بالخصوص، مما يعني أن أسرا كثيرة معرضة للبطالة والتشرد بمناطق سايس وأولاد بوعزيز التي يعتمد أغلب سكانها على خياطة الجلباب. أحمد البحيري الكاتب العام لجمعية النهضة للبرشمان