شكل موضوع “الشباب والنموذج التنموي الجديد”، محور مناظرة جهوية، التأمت نهاية الأسبوع الماضي بمدينة طنجة، بمشاركة فاعلين سياسيين وأكاديميين وكذا ممثلين عن فعاليات المجتمع المدني. وتندرج هذه المناظرة، المنظمة من طرف مؤسسة طنجة الكبرى للشباب والديمقراطية في إطار فعاليات “منتدى طنجة التشاركي” الذي يسعى إلى بلورة آلية ترافعية عن موقع الشباب بجهة طنجةتطوانالحسيمة في التصور التنموي الجديد الذي يتطلع له المغرب. وفي مداخلة له، أبرز الدكتور محمد العمراني بوخبزة، أن اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، منذ تأسيسها، خيار الانفتاح على جميع القوى الحية بالمملكة، مبرزا أن اللجنة عملت على الاستماع لمختلف الأحزاب والنقابات والجمعيات من أجل استيقاء مقترحاتها بخصوص هذا الورش التنموي الذي تتطلع إليه المملكة. وأوضح بوخبزة الذي حل ضيفا في هذه المناظرة بصفته ممثلا للجنة الخاصة بالنموذج التنموي، أن مقترحات المجتمع المدني في المغرب، أن مناطق المغرب العميق، كان لها نصيب من اهتمامات اللجنة التي انتقلت إلى عدد من المناطق التي تشكل المجال الأمثل للتشخيص وأيضا تقديم الحلول. وأضاف العمراني بوخبزة، أن اللجنة منحت الفرصة للمواطن العادي للمشاركة في لقاءتها وتقديم تصوراتهم وحاجياتهم، مشددا على أن هدف اللجنة هو الخروج بوثيقة “يجد فيها جميع المغاربة أنفسهم” بعيدا عن أي إقصاء أو تبخيس. شرفات أفيلال، القيادية في حزب التقدم والاشتراكية، اعتبرت من جانبها أن النمودج التنموي الجديد يحمل انتظارات جميع المواطنين، مؤكدة على أن عمل اللجنة المكلفة بصياغة هذا النموذج، يجب أن لا يكون بديلا عن عمل الأحزاب السياسية بمختلف تلاوينها وتوجهاتها. وأضافت أفيلال، أن رداءة الخطابات الموجهة ضد الأحزاب وتبخيس أدوارها السياسية، ساهمت بشكل كبير في انعدام ثقة الشباب بالعمل السياسي، محذرة من أن هذا الوضع له “أبعاد خطيرة” على مستقبل الاستقرار في البلاد. فيما دعا القيادي بحزب الاستقلال، عادل بنحمزة، الأحزاب السياسية إلى نقد ذاتي من أجل تقليص الهوة بينها وبين انتظارات المواطنين، مشيرين إلى أن 69 في المائة من المغاربة، انعدمت ثقتهم بالعمل السياسي. واعتبر بنحمزة، أنه من الوهم أن يعتقد البعض أن البلاد من الممكن أن تذهب للمستقبل وهي تتجاوز التوافق الوطني، وإلا ستصبح الانتخابات وبرامج الأحزاب بدون معنى. من جهتها، دعت الأستاذة الجامعية، سعيدة العثماني، إلى وقفة تقييم لكل ما سبق إنجازه من مشاريع، خصوصا وأن هناك إحساسا بالخطر يقتضي إشراك الجميع من أجل إيجاد نموذج لائق، خصوصا في الشق الاقتصادي. وأبرزت العثماني، أن مشكل المغرب يكم في عدم استمرارية المشاريع التنموية السابقة، مما يجعل في كل مرة نستمر في إيقاف السابق وبناء شيء جديد، في حين أن هناك استمرارية في المشاكل والمعاناة لا يوجد ما يوقفها.