" ان المغرب كمستقبل ومصدر ونقطة عبور للهجرة، لا يساوره الخوف من هذه الظاهرة ، بل يعتبرها علامة غنى و تنوع، ومصدر ثراء ثقافي وحضاري “. هكذا تحدث الملك محمد السادس معلقا على موضوع "الهجرة بين الهوية الوطنية وبين الهوية الكونية" الذي تم اختياره كمحور للنقاش في إطار فعاليات الجامعة الصيفية المعتمد بن عباد المنظمة ضمن فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين لموسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي انطلقت فعالياته مساء السبت. وأشاد الملك محمد السادس في رسالة إلى المشاركين في الندوة، تلاها رئيس مؤسسة منتدى أصيلة، محمد بنعيسى، خلال افتتاح الدورة الحالية من الموسم الثقافي، باختيار موضوع الهجرة لافتتاح سلسلة ندوات وملتقيات الدورة السادسة والعشرون لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، وذلك اعتبارا لأهمية هذه الظاهرة التي أضحت محط انشغال العديد من المجتمعات المتقدمة والنامية على حد سواء، المعنية بالهجرة. وأبرز الملك محمد السادس، أن المغرب يبذل على الصعيد الإقليمي والدولي والجوار المباشر، وبالتنسيق مع الأطراف المعنية، جهودا موصولة لضمان الشروط الضرورية الكفيلة بتمتيع المهاجرين بحقوقهم الأساسية، خاصة الاعتراف بثقافتهم واحترام خصوصيات هويتهم. كما جاء في الرسالة الملكية. ودعا الملك محمد السادس، إلى نهج هذه السياسة المرتكزة إلى نهج مقاربة شاملة ومندمجة، ورؤية متوازنة ومنصفة لموضوع الهجرة. وذلك من منطلق المبادئ الكونية والإنسانية ومن القيم السمحة للدين الإسلامي الحنيف الداعية الى التآخي والوئام. واكد الملك محمد السادس، أن هناك مؤشرات تدعم هذا التوجه الإنساني المتأصل الذي يتجلى في رغبة أجيال متتالية من المهاجرين في الاندماج والتفاعل في المجتمعات التي يعيشون فيها. وأضاف الملك، أن انتهاج سياسة بديلة، بعيدة عن هواجس الاقصاء والانغلاق، مسؤولية تتحملها إلى جانب الحكومات، المنظمات والهيئات الغير الحكومية، والمحافل الفكرية والاكادمية، وخاصة وسائل الإعلام، التي اخترقت الحدود وأقامت جسورا قوية بين الثقافات والحضارات، مما يؤسس لهوية كونية تتسم بالتفاعلية والدينامية.