نجح زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد خلال عمله في تدريب المرينجي لمدة 3 سنوات و3 أشهر في تكوين ثروات تجعله يرجع إلى ثكناته مسطرًا اسمه من ذهب داخل تاريخ النادي الملكي، وبنى الفرنسي هذه الكنوز على أسس من البساطة، والتعامل مع الأمور بشكل طبيعي، لا سيما قراره الصارم بالرحيل عن مدريد في نهاية موسم 2017-2018، بعد التويج باللقب الثالث عشر من بطولة دوري أبطال أوروبا في كييف. واستطاع زيدان الفوز باللقب العاشر له مع ريال مدريد، في بطولة كأس السوبر الإسباني الذي أقيم في جدة بدون السفر بثلاثي هجوم المرينجي الأساسي المكون من بيل وبنزيما وهازارد، بالإضافة إلى إظهاره تشكيلة رائعة من الخطط الفنية وإدارة غرفة الملابس التي جعلته مدرب الفترة الحالية وأيقونة النادي الملكي. وأوضحت الاحصائيات أن زيدان يفوز بلقب كل 19 مباراة من بين 187 مباراة قادها، الأمر الذي يعتبر رقم قياسي يدخله موسوعة جينيس ويقترب منه ميجيل مونيز، المدرب المدريدي الذي حقق 14 لقبًا خلال 14 عامًا وفي الأسطر القادمة نستعرض معكم مفاتيح أسلوب زيدان التي جعلته يصل لهذه المرتبة. إدارة الأزمات في 19 أكتوبر الماضي خسر النادي الملكي أمام مايوركا بهدف نظيف خلال مباراة سيئة وبعدها بثلاثة أيام عانى أمام جالطة سراي في إسطنبول الأمر الذي يعتبر إخفاقًا آخر، أدى إلى اقتراب إقالته، ولكنه تحكم في غضبه وتحدث عن ارتباط جوزيه مورينو بتدريب المرينجي بشكل هادئ، قائلاً: «مستقبلي؟ أنا أريد التواجد هنا دائمًا وبالطبع يزعجني ما يقال، ولكن يجب التفكير بطريقة إيجابية وتقديم أقصى ما لدي، ونحن أبناء ريال مدريد ولا يمكننا أن نخطئ ولو لمرة واحدة، ولكن علينا التحمل وامتلاك شخصية كبيرة»، وفاز الريال في تركيا بهدف نظيف ومنذ تلك اللحظة لم يفقد المرينجي ابتسامته. التحكم في غرفة الملابس عندما عاد زيدان إلى قيادة المرينجي في مارس الماضي وجد الفرنسي العديد من اللاعبين في حالة ابتعاد كامل، لا سيما بعد خروجهم من خطط سانتياجو سولاري وبعضهم فكر في الرحيل عن النادي خلال سوق الانتقالات الصيفية، وأبرزهم كانوا مارسيلو وإيسكو وجاريث بيل وبالطبع جميعهم من نجوم الفريق الأبيض، وكروس أيضًا الذي أصبح حاليًا من أعمدة مشروع زيدان. في البداية منح زيدان فرصة المشاركة بشكل أساسي لمارسيلو على حساب ريجيليون وإعادة حماسه من جديد حتى أصبح الظهير الأيسر الأساسي للمرينجي، ومع إيسكو أعطاه الفرصة على الرغم من عدم ظهوره بلياقته الكاملة في بداية الموسم الحالي ولعب أساسيًا في مباريات مهمة مثل باريس سان جيرمان والكلاسيكو في الكامب نو وصولاً إلى نهائي السوبر الإسباني، مما ساعد إيسكو على العودة لمستواه ودخول خطة لويس إنريكي المستقبلية للمنتخب الإسباني من أجل المشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة. استراتيجيته بدأ زيدان موسمه بالاعتماد على رسم 4-3-3 والذي كان يستخدمه في ظل وجود كريستيانو رونالدو، ولكن هذه المرة مع وجود إدين هازارد، وبعد ذلك اتجه لخطة 4-4-2، لإنقاذ إيسكو والاعتماد عليه مما جعله يستغني عن خدمات لوكا مودريتش في مرات عديدة وجلس على دكة الاحتياط، وخلال بطولة السوبر فاجئ زيدان الجميع باستخدام خطة «شجرة أعياد الميلاد» تحت رسم 4-5-1، الخطة التي انتهجها من أسلوب مدربه كارلو أنشيلوتي، لهذا زيدان لم يفز بثلاث مرات في دوري الأبطال بالابتسامة. فالفيردي وجود اللاعب الأوروجوياني في قائمة زيدان كان بمثابة لاعب مكمل لتشكيلته، ولكن زيدان في ديربي واندا ميتروبوليتانو قرر منحه فرصة اللعب بشكل كامل، ومنذ تلك اللحظة بدأ يشارك باستمرار وأبعد فكرة الإدارة للتعاقد مع بول بوجبا، وأصبح فيدي فالفيردي من اللاعبين المفضلين لدى جمهور البرنابيو إثر مساعدة الفريق في الفوز ببطولة السوبر الإسباني ضد أتلتيكو مدريد. إرثه الرائع يمتلك زيدان في جعبته 3 بطولات تشامبيونزليج متتالية وبطولتين في كأس العالم للأندية وبطولتين في السوبر الأوروبي ومثلهما في السوبر الإسباني بالإضافة إلى لقب وحيد في الليجا، ويتبقى لديه الفوز بلقب كأس ملك إسبانيا لاستكمال لوحة فنية تستحق تعليقها في متحف برادو في مدريد، لهذا مازالت أسطورة زيدان مستمرة مع المرينجي.