يشارك نخبة من الفنانين في المعرض الفني الأول “من العين” الذي يستغور تجارب تشكيلية حالمة ومتباينة في طرائق اشتغالها انطلاقا من قوى هذه الحاسة التي تعد منبعا أساسا للفنون جميعها؛ حيث سيتحول رواق “كينيت” بطنجة إلى أثر فني مفتوح على كل الاحتمالات الجمالية المعاصرة مثلما عودتنا طنجة التي خلدها فنانون كبار في ذاكرة وحاضر ومستقبل الفنون التشكيلية؛ وذلك انسجاما مع فلسفة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان وسعيه الدائم إلى بناء علاقات التناسج بين الفضاء الأكاديمي وفضاءات العرض داخل المجال العمومي. إن هذا المعرض المنظم من طرف المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان ورواق ” كينيت” ومعهد سيرفانتس بطنجة يفتتح يوم 13 دجنبر2019 في الساعة السابعة مساء، ويستمر إلى غاية 13 يناير من الشهر القادم يقوم – حسب المنظمين- على فكرة ضرورة تقديم أسماء فنية من الجيل الجديد للمشهد الفني الوطني بهدف “ضخ تعابير وأفكار لها طرافتها، والتعريف بمساراتها ورهاناتها التجريبية منذ مشاريع تخرجها، وعلى امتداد المدة الزمنية القصيرة، لدخولها حيز الاحتراف التشكيلي، بإسهاماتها المميزة عبر إقامات فنية، ومسابقات، وتتويج بعضها بجوائز وطنية ودولية كما يشير إلى ذلك المهدي الزواق مدير المعهد. وعن هذا المعرض يصرح الأستاذ الجامعي، والناقد الأدبي والفني د.شرف الدين ماجدولين: “تعود علاقتي بأعمال هذه المجموعة إلى مرحلة إشرافي على مشاريع تخرج بعضهم (خديجة الجايي وأميمة الكرسيفي ومحسن رحاوي) أو تدريسي ومناقشتي لمشاريع الباقين (محمد نجمي وإنصاف العسري)، ولعل ما يلفت الانتباه في هذه الأعمال منذ الوهلة الأولى هو رهانها على تطويع الأداة المألوفة والمتداولة، لاختيارات صعبة، ضمن حقول أنهكتها المهارات الراسخة، فمن الرسم إلى التصوير إلى النحت المعاصر إلى التجهيز تتوالى المقترحات المراهنة على تنويع السند والشكل والأسلوب لالتقاط موضوعات تتخطى نطاق الدوائر الذاتية والمحلية، والانخراط في أسئلة الهوية والصراع والاستهلاك والاحتراق والتآكل والذوبان والتشويش المؤبد لرؤية الأفراد للمحيط وللآخرين”. كما يؤكد الفنان التشكيلي عمر سعدون مفوض المعرض أن القاسم المشترك في اختيار الفنانين المشاركين في هذه النسخة الأولى ينطلق من مساحات الاشتغال داخل المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان وفلسفته الرامية إلى بناء أسئلة خاصة لدى هؤلاء الفنانين الجدد بما يتيح تجديد الرؤية الجمالية والتشكيلية وجعلها تختلف عن المعهود وعن أساليب المعالجة، وتنسجم مع روح الابتكار في الفن المعاصر. إن هذه المبادرة الاستثنائية التي تغير منهاج العلاقة التي عادة ما تسم علاقة الفضاء الجامعي بالمبدعين، لهي دافع قوي نحو براديغمات فنية معاصرة قابلة لأن تشكل هويات فنية جديدة في مسير التشكيل المغربي وفنونه المعاصرة.