– جمال الصغير: غير بعيد عن زنقة "أمراح"، حيث يرقد جثمان الرحالة "ابن بطوطة" في قلب المدينة العتيقة، لا بد أن تستوقف المار عبر الزقاق المؤدي إلى حومة "دار البارود"، انطلاقا من "دار الدباغ"، جدارية فنية تحاكي ملامح هذا الرحالة العالمي، كما نقلتها مختلف المصادر التاريخية المعتمدة، وكأنها تعلن عن انبعاث روح هذا العلم الكبير، الذي قدم لمدينته طنجة وللعالم أمع الشيء الكثير. حتى منتصف الأسبوع الذي نودعه، كان مجموعة من شباب المدينة العتيقة، يضعون اللمسات الأخيرة، لهذه اللوحة الفنية، على جدران "برج الحجوي" التاريخي المطل على المنطقة المينائي لطنجة، لتنتهي إلى عبارة عن جدارية تشعر المتأمل فيها، أن الرحالة الطنجاوي "إبن بطوطة" ما زال يتجول بين أحياء هذه المدينة التي كانت مسقط رأسه ومنطلق رحلته الطويلة، ذاع خلالها صيت اسم "طنجة" في آفاق بعيدة. وبحسب شباب من المنطقة، فإن هذه المبادرة، تأتي لتواكب الطفرة التي تعرفها مدينة طنجة، في مجال العناية بجمالية الأحياء، من طرف فعاليات المجتمع المدني وعموم الساكنة، مشددين على استقلالية القائمين بهذه العملية عن أي إطارات جمعوية أو غيرها. ويؤكد الساهرون على هذه العملية، أن وجود لوحة فنية تحتفي بالرحالة "ابن بطوطة" على جدار هذا البرج التاريخي، بالإضافة إلى ما سيضفيه من رونق جذاب على المكان، فإنه سيساهم حتما في تشجيع الجانب السياحي للمدينة العتيقة، بالنظر إلى الموقع الاستراتيجي لهذه المعلمة التاريخية الغير بعيدة عن ميناء طنجة. أحياء أخرى بالمدينة العتيقة وخارجها، قرر العديد من سكانها، المساهمة في بعث روح "ابن بطوطة"، بعد طول إهمال لإرثه التاريخي من طرف مسؤولي المجالس المحلية المنتخبة والعديد من الجمعيات المدنية، ففي حي "شارع أطلس" بمقاطعة السواني، أضفى شباب هذا الحي، لوحات احتفالية بهيجة برمزية هذا العلم العالمي. والأكيد أن مبادرات شباب أحياء طنجة، بمختلف تلاوينها، قد أعطت المثال الحي، على أنه "ما حك جلدك إلا ظفرك"، وأن الروح التطوعية والإبداعية التي أبانوا عنها، تبقى أكثر نجاعة من أي تدخل من قبل الجهات المسؤولة، التي تحتاج إلى إجراءات مسطرية وقد لا تسلم من توظيفات انتخابوية وسياسوية.