رغم التأكيد الرسمي المتكرر على مجانية خدمات القرب وحق جميع ساكنة مدينة طنجة في الاستفادة من هذه المنشآت الرياضية، إلا أن استفراد أشخاص وجهات مجهولة بالتحكم في هذه الفضاءات العمومية، يضرب في الصميم أحقية الساكنة والمجتمع المدني في هذا الإطار. وتعرف ملاعب القرب البالغ عددها أزيد من 100 منشأة رياضية تم إحداثها في إطار برنامج “طنجة الكبرى”، تحكم أشخاص غرباء، يفرضون مقابلا ماديا على الشباب وكل الراغبين في ممارسة كرة القدم بداخلها. وتبقى هذه الوضعية، مثار امتعاض وغضب مستمرين في أوساط المواطنين ومنظمات المجتمع المدني، من تحكم هؤلاء الأشخاص، الذين يوظفون أسلوب القوة في فرض سيطرتهم على هذه المنشآت الرياضية المفترض أن تكون مفتوحة للعموم. حول هذا الموضوع، يقول رئيس عصبة الشمال لكرة القدم، عبد اللطيف العافية، إن الإشكال المطروح بشان ملاعب القرب، يعود إلى غياب آلية لتسيير هذه المرافق العمومية، مبرزا أن تشييد هذه المنشآت لم يرافقه أي قرار رسمي يتعلق بكيفية تدبيرها. واعتبر العافية، في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن الوضع الحالي لهذه المرافق، جعل الرياضة في مدينة طنجة تعاني بشكل كبير، بسبب عدم إمكانية ولوج هذه الملاعب من طرف الجمعيات والفرق الرياضية من مختلف الفئات العمرية، نتيجة التحكم فيها من لدن أشخاص لا علاقة لهم بمجال الرياضة. وبحسب المسؤول الرياضي، فإن معالجة المشاكل التي ترزح فيها الرياضة بالمدينة، يقتضي فتح ملاعب القرب أمام مختلف الهيئات وكذا الانفتاح على فرق وجمعيات الأحياء، مما سيمكن من استكشاف مواهب وطاقات ستستفيد حتما منها الرياضة المحلية. وفي نظر رئيس عصبة الشمال، فإن تحقيق الأهداف التي أنشئت هذه الملاعب من أجلها، لا يمكن أن تتحقق إلا باعتماد آلية لتسييرها، مقترحا تفويض أمرها إلى أطر مختصة في جمعيات نشطة، وفق دفتر تحملات يحدد كيفية تدبير هذه الملاعب وشروط الاستفادة منها بشكل يضمن عدم إقصاء أي شريحة من شرائح المجتمع.