يمثل فصلا الخريف والشتاء تغييرا في النمط الذي يعيشه الجسم الذي يتعرض للعديد من عوامل الإجهاد وذلك بسبب التبدّل المستمر بين البرودة في الخارج والدفء في الداخل. فكيف التعامل معهما؟ ونقدم هنا نصائح للتعامل مع فصلي الخريف والشتاء على أصعدة متعددة، مثل صحة الجلد والصحة النفسية والوقاية من العدوى. الصحة النفسية تقول الدكتورة زابينه كولر إن بعض الأشخاص يصابون باكتئاب خلال فصلي الخريف والشتاء بسبب الأجواء المظلمة والغائمة والممطرة السائدة في هذا الوقت من العام فيما يعرف ب”اكتئاب الشتاء”. وأضافت طبيبة الأعصاب الألمانية أن أعراض هذا الاكتئاب الموسمي تتمثل في الحزن والكآبة واعتلال المزاج وفقدان الدوافع والشعور بالتعب والخمول. وأشارت كولر إلى أنه يمكن محاربة اكتئاب الشتاء من خلال ممارسة رياضات قوة التحمل مثل الركض والمشي باستخدام العصي، إذ إنها تعمل على تنشيط الدورة الدموية والقضاء على الشعور بالتعب وتحسين الحالة النفسية والمزاجية. وإلى جانب الرياضة، تلعب العلاقات الاجتماعية أيضا دورا مهما في مواجهة اكتئاب الشتاء، حيث تسهم مقابلة الأصدقاء والأقارب مثلا في تحسين الحالة المزاجية. مرضى الحساسية تقول الجمعية الألمانية للحساسية والربو إن عث الغبار المنزلي يهاجم مرضى الحساسية في فصلي الخريف والشتاء بصفة خاصة، وذلك بسبب البيئة الدافئة داخل المنزل. وتتمثل أعراض حساسية عث الغبار في احمرار الجلد وتورمه والعطس المتكرر والزكام وانسداد الأنف وحكة العين، خاصة في الصباح. ولمواجهة عث الغبار المنزلي تنصح الجمعية مرضى الحساسية بتهوية المرتبة بعد النوم وتبريدها. ومن المهم أيضا تهوية غرفة النوم بشكل منتظم، لأن زيادة درجة الحرارة عن 20 درجة تعزز من تكاثر العث، في حين لا ينبغي أن تزيد نسبة رطوبة الهواء عن 60%. وأشارت الجمعية إلى أن الأرضيات الملساء كالبلاط والرخام وما شابه أفضل من السجاد، حيث يمكن مسحها فقط بقطعة قماشية مبللة. وينبغي مسح الأرضية كل يومين أو ثلاثة أيام. وينبغي أيضا التخلي عن كل ما يتراكم عليه عث الغبار مثل الستائر القماشية وفرش التنجيد، بينما يمكن استخدام كسوات الوسادات والملاءات المخصصة لمرضى الحساسية والمعروفة باسم “Encasing”. ومن الضروري أيضا تغيير الفراش الخارجي للسرير مرة كل أسبوع، مع مراعاة غسل الوسادة وغطاء السرير بشكل منتظم، على الأقل مرة كل ثلاثة أشهر وعلى درجة حرارة 60 درجة. صحة الجلد تقول خبيرة التجميل الألمانية ناتالي فيشر إن البشرة تتعرض للعديد من عوامل الإجهاد خلال فصلي الخريف والشتاء بصفة خاصة، وذلك بسبب التبدّل المستمر بين البرودة في الخارج والدفء في الداخل. وأوضحت فيشر أن البشرة تصبح أكثر حساسية وتقع فريسة للجفاف والاحمرار والتهيج والتقشر، مما يجعلها تحتاج إلى عناية خاصة، حيث ينبغي استخدام مستحضرات تنظيف لطيفة لا تتسبب في جفاف البشرة بشكل إضافي. وإلى جانب مستحضرات التنظيف اللطيفة، تعمل كريمات العناية الغنية بالدهون على ترطيب البشرة وتدعيم حاجز الحماية الطبيعي للبشرة. ولهذا الغرض تنصح فيشر باستعمال مستحضرات العناية المحتوية على خلاصة نبات الهندباء البرية (الشيكوريا)، إذ إنها تتميز بتأثير مشابه لتأثير فيتامين دي، ومن ثم تعمل على تقوية حاجز الحماية الطبيعي. وتساعد منتجات العناية المحتوية على زبدة الشيا أو زيت المكاديميا في علاج البشرة المجهدة في الشتاء وتمنحها ملمسا ناعما كالحرير. مع ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدام أي مستحضر للتأكد من أنه يلائم جلد الشخص. الوقاية من العدوى في فصل الشتاء تزداد حالات الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا، مما يتطلب اهتماما أكبر بمعايير النظافة الشخصية لمنع انتقال الفيروسات والجراثيم. ويقول المركز الاتحادي للتوعية الصحية إن اليد تعد أكثر ناقلات الجراثيم شيوعا، حيث تتعرض اليد للجراثيم في المرحاض وعند العطس أو تحضير اللحوم النيئة أو ملامسة الحيوانات، ويمكن أن تنقل اليد هذه الجراثيم إلى أي عضو تلمسه بعد ذلك. وأضاف المركز الألماني أنه عندما تلامس اليد الوجه، فإن الجراثيم قد تنتقل إلى الجسم عبر الأغشية المخاطية للفم أو الأنف أو العين مسببة الإصابة بأمراض مُعدية مثل الإنفلونزا وأمراض الجهاز الهضمي كالإسهال. ولتجنب هذا الخطر ينبغي غسل اليدين جيدا وبانتظام، وذلك تحت ماء جار وبواسطة مادة صابونية لمدة تتراوح بين 20 و30 ثانية، مع مراعاة تنظيف الفراغات بين الأصابع أيضا. وبشكل عام، ينبغي غسل اليدين قبل تناول الطعام أو الإمساك بالأدوية ومستحضرات التجميل، وبعد العودة إلى المنزل وزيارة المرحاض والسعال والعطس وتنظيف الأنف وملامسة الحيوانات والقمامة، وقبل وبعد تحضير الطعام والتعامل مع المرضى وعلاج الجروح.