تعيش العديد من قرى إقليمشفشاون أزمة حقيقية مع قلة الموارد المائية، وقد ازدادت الأزمة تعمقا مع تأخر التساقطات المطرية، وارتفاع درجة الحرارة بالمنطقة، على غرار أغلب مناطق المغرب. ورغم قيام السلطات المحلية بتوزيع الماء الصالح الشرب على أغلب القرى بواسطة شاحنات صهريجية لنقل الماء، إلا أن هذا لم يعد كافيا أمام الطلب المتزايد للسكان وللماشية وللزراعة بدواوير إقليمشفشاون. ولم يشهد إقليمشفشاون منذ فصل الربيع الماضي أي تساقطات مطرية متواصلة، وبالتالي فإن الفرشة المائية بدواوير الإقليم شبه جافة، خاصة أنه منذ مطلع أكتوبر ودرجة الحرارة ازدادات ارتفاعا ملحوظا. ويرى كثير من الفاعلين المدنيين في الإقليم أن أزمة الماء في شفشاون أصبحت أزمة عميقة، تتطلب تظافر الجهود بين كافة الأطراف المسؤولة والمختصة لإيجاد حلول ناجعة لإنهاء “العطش” في عدد كبير من دواوير وقرى هذا الإقليم الشاسع. وإذا كان شح الأمطار وتأخرها، يعد عاملا أساسيا في تفاقم أزمة العطش بإقليمشفشاون، فإن نشاط زراعة القنب الهندي يزيد الطين بلة، بحسب مراقبين للشأن المحلي في المنطقة. ويقول فاعل جمعوي من أحد الدواوير في المنطقة، في حديث لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن تجاهل السلطات لبارونات المخدرات، يشجعهم على الاستيلاء بشكل متكرر على قنوات المياه، لسقي حقول القنب الهندي وأنواع مختلفة من محصول أعشاب ممنوعة، مثل "خردالة" و"تريكيتا" وغيرهما. وأكد المتحدث، دون الرغبة في تسمية هويته، أن الوديان والسدود والمجاري المائية أصبحت في ملك أباطرة المخدرات ، كلها تحت استغلال المحركات والمضخات المائية للقنب الهندي و"التريكيتا" في جنبات الطريق حتى أصبحت على مشارف المدينة. وأضاف، أن هذا الوضع يأتي في وقت تئن فيه جماعات ودواوير جراء نذرة المياه والكهرباء أصبح من معاناة الجماعات بسبب استغلالها للري بالحركات، وذلك حسب تعبير المهتم بالشأن المحلي.