– ياسين العماري: لم يعد يفصل ترميم الكنسية التراثية "سان خوسيه" بالمدينة العتيقة بالعرائش، سوى اجتماعين اثنين، لتنطلق الأشغال في الأسابيع القليلة المقبلة، دعما للبنية الإنشائية، قُبيل إعطاء الانطلاقة الميدانية للشروع في الترميم. وقامت في الأسبوع الماضي،"ماريا كريستينا بيلو"، منسقة الإتحاد الأوروبي لمشروع الميزانية التشاركية، بزيارة لمدينة العرائش. وحضرت المنسقة الأوروبية الاجتماع التنسيقي الخاص بتنزيل عملية تدعيم وصيانة البناية التاريخية لكنيسة "سان خوسيه"، شارك فيه كل من رئيس المجلس البلدي والتقنيين، والمندوب الإقليمي لوزارة الثقافة، وكذا أعضاء الفريق المحرك للميزانية التشاركية. وذكرت المنسقة الأوروبية في حديث مع صحيفة طنجة 24 الإلكترونية، بأن تواجدها بمدينة العرائش، يأتي في إطار الإطلاع على المستوى الذي وصلت إليه الإستعدادات، لانطلاق مشروع ترميم كنيسة "سان خوسيه"ّ. المنسقة الأوروبية تأسفت للحالة المقلقة التي توجد عليها الكنيسة، وما تشكله من خطر على المارة. وصرّحت بأنه ما دامت الساكنة هي التي طالبت بترميم هذا المبنى التاريخي، فهذا يدل على رغبتها في الترميم وإزالة الخطر. مُظهرة إعجابها بمبنى الكنيسة الذي "يعتبر معلما ثقافيا مشتركا، وجب الحفاظ عليه". وقامت المنسقة الأوروبية بجولة ميدانية لفضاء الكنيسة بشارع 2 مارس الشهير ب"كايّي ريال"،وإطّلعت على اللمسات الأخيرة التي وُضعت حول الدراسة ودفتر التحملات. من جانبه قال النائب الأول لرئيس المجلس البلدي "مشيج القرقري" ،إن المجلس يستند إلى إتفاق مبدئي لمكتب المجلس،حيث دعا من خلاله إلى تخصيص جزء من مساهمتهم ،لصندوق المبادرة الوطنية للّجْنة المحلية لترميم كنسية "سان خوسيه". وأضاف "القرقري" في تصريحات للجريدة الإلكترونية طنجة 24 " رغم قلّة الإمكانيات، فإننا سنسعى جاهدين لمسايرة مطالب الساكنة التي صوّتت على مشروع ترميم الكنيسة، ضمن مبادرة الميزانية التشاركية". وإعتبر النائب الأول لرئيس المجلس البلدي أن أهمية المشروع تأتي في إنخراط الساكنة،عبر تصويتهم على المشروع . "القرقري" كشف عن قرب انطلاق أشغال الترميم لإستعجاليتها و"لما تشكله من خطر آني على الساكنة". وأضاف أن الطابع الثقافي والأهمية التاريخية للكنيسة يستدعي من المجلس "الحفاظ على هذه المعلمة التي ترمز للتسامح، وكذا للدور التاريخي الذي لعبته داخل النسيج المجتمعي لساكنة المدينة القديمة". معربا عن عزمه "إعادة الحياة لهذه المعلمة من جديد ". من جهته ذكر "محمد شكيب فليلاح" رئيس جمعية القصبة للنهوض بالتراث الثقافي للمدينة العتيقة بالعرائش، أن ترميم كنيسة "سان خوسيه" تعتبر تجربة وجب إغنائها، لأنها تظهر إنفتاح الإدارة العمومية على الساكنة و على جمعيات المجتمع المدني التي إختارت مشروع ترميم الكنيسة. وأضاف بأن تحقيق رغبة الساكنة، ستدفعهم إلى الحفاظ على هذه المعلمة التراثية لأنها هي من إختارت ترميمها، في أفق تحويلها إلى فضاء ثقافي و إجتماعي لصالح الساكنة المحلية. الجدير بالذكر أن العشرات من الجمعيات، قد طالبت في وقت سابق، بترميم تلك الكنيسة التي ترجع عمارتها وهندستها للفترة القوطية،وهو الأمر الذي جعل الإتحاد الأروربي، بتنسيق مع الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة، وشراكة مع الصندوق الأندلسي للجماعات من أجل التضامن الدولي، ومنظمة "فامسي"، وبلدية العرائش وباقي المتدخلين،جعلهم يعلنون تخصيص ميزانية لترميم كنيسة "سان خوسيه".