أبدى نشطاء ينتمون إلى هيئات مختلفة من المجتمع المدني، رفضهم لقرار بلدية العرائش بهدم كنيسة تاريخية تقع في المدينة العتيقة، باعتبار أن هدم ما وصفوه بالمعلمة الدينية سيكون "خسارة كبيرة للمدينة في حال تنفيذه". ودبجت أربع جمعيات، بيانا وجهته إلى رئيس المجلس البلدي وعامل الإقليم، اعتبرت فيه أن كنيسة "سان خوسيه" للطائفة الفرانسيسكانية، تعتبر معلمة دينية كرست لوقت طويل هوية مدينة العرائش، كأرض للسلام والتسامح والتعايش السلمي، بين مختلف معتنقي الديانات السماوية. وطالبت الجمعيات، ضمن بيان توصلت به هسبريس، بترميم تلك الكنيسة التي ترجع عمارتها وهندستها للفترة القوطية"، مبرزة أن ا"لوضع الذي تعيشه الكنيسة حاليا، نتيجة الإهمال الذي تعرضت له، بعد أن منحتها الكنيسة الكاثوليكية لبلدية العرائش، شرط تحويلها إلى فضاء ثقافي أو اجتماعي لصالح الساكنة المحلية . وحذّر بيان الجمعيات الأربع من أن "غياب إستراتيجية واضحة المعالم فيما يخص الصيانة وإعادة الترميم، أصبح يشكل خطرا على الساكنة والمارة على حد سواء، موصية بضرورة صيانة الكنيسة وإنقاذها" وفق تعبيره. ونبّهت الجمعيات إلى أنه "في حالة عزم البلدية على الهدم، فإنه وجب الحفاظ على واجهة البناية والصومعة، وكذا الواجهة المطلة على درب الرزامي، "خصوصا أن المواد التي بنيت بها لها قيمة تاريخية" يقول البيان. واقترحت الجمعيات نقل تلك المواد التي تشكل الأقواس والنوافذ الدالة على جودة المجهود الحرفي الذي بذل في إقامة هذا الصرح، والذي يؤرخ لإحدى الفترات التاريخية لتطور العمارة الدينية المسيحية الأوروبية، "نقله" إلى مكان آمن وجلي للعموم. وكانت كنيسة "سان خوسيه" قد وهبتها المؤسسة الكنسية لفائدة بلدية العرائش، بشرط إنشاء مشروع ذو طابع اجتماعي أو ثقافي. وتقع الكنيسة في شارع 2 مارس، الذي كان يعرف في عهد الحماية الإسبانية بالشارع الملكي، وتوجد فيه إلى حدود الآن مساجد وزوايا إسلامية، وبجوارها معابد يهودية وكنائس مسيحية، معظمها يوجد في وضعية مهترئة وآيلة للسقوط، وتشكل خطرا على المارة. وحري بالذكر أن الجمعيات التي رفضت هدم الكنسية هي: جمعية القصبة للنهوض بالتراث الثقافي للمدينة العتيقة، وجمعية السوق الصغير للتراث والتنمية والتعاون، وجمعية العرائش في العالم، وجمعية عزيزتي العرائش للثقافة والتنمية والبيئة.