- متابعة: تم أمس الثلاثاء بطنجة توقيع اتفاقية شراكة بين جهة طنجةتطوانالحسيمة وجهة بروفنس ألب كوت دازور (جنوب شرق فرنسا)، لتجديد روابط التعاون بينهما في مجالات الاقتصاد الاجتماعي، والتخطيط المجالي والتنمية المستدامة والتكوين المهني الموجه للشباب. كما تروم هذه الاتفاقية، التي وقعها كل من رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة إلياس العماري ورئيس جهة بروفنس ألب كوت دازور (باكا ) ميشال فوزيل، دعم المكتسبات الايجابية التي تحققت من خلال اتفاقية التعاون الإطار الموقعة في شهر ماي من سنة 2000 بين الجهتين، والتي همت دعم وتطوير الإدارة الجهوية والتهيئة المجالية، وتركيز الشراكة الثنائية على دعم المشاريع الهيكلية في جهة طنجةتطوانالحسيمة. كما همت الاتفاقية إنجاز مشروع المنتزه الطبيعي بوهاشم وتنفيذ السياسة الجهوية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني "بريس"، وإنشاء مركز التوعية لمواجهة الاخطار الطبيعية وتشخيص حاجيات التكوين لموظفي وأطر مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة. وبهذه المناسبة، أكد إلياس العماري، على جودة علاقات التعاون المتميزة بين الجهتين، والتي توجت بتحقيق وإنجاز عدة مشاريع تتعلق على وجه الخصوص بدعم التهيئة الترابية والمجالية الجهوية، ودعم وتشجيع روح المبادرة التضامنية والاقتصاد الاجتماعي وتكوين الشباب، مشيرا إلى أن الشراكة الثنائية المثمرة يمكن أن تشكل نموذجا يحتذى به على مستوى جهات ضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط. وأبرز العماري أن تنفيذ ورش الجهوية المتقدمة في المملكة المغربية، والتي منحت صلاحيات جديدة للمجالس الجهوية، من المؤكد أن يساهم في تعزيز التعاون أكثر فأكثر بين الجهتين لتمكين جهة طنجةتطوانالحسيمة من الاستفادة من الخبرات المتراكمة لجهة (باكا) في مجال التدبير الاداري اللاممركز، والرفع من قدرات المسؤولين والمنتخبين والأطر الإدارية لمجلس الجهة في مجال تدبير برامج التنمية والتهيئة المجالية. ومن جانبه، فوزيل بالعلاقات المثمرة بين الجهتين في مجالات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني واعداد التراب والتكوين، مشيرا إلى أن المقاولات الفرنسية أعربت عن اهتمامها الكبير بتطوير الأعمال في المغرب بشكل عام وفي جهة طنجةتطوانالحسيمة على وجه الخصوص، لا سيما في مجالات صناعة الطائرات والالكترونيات وتكنولوجيا المعلوميات الحديثة والتواصل وتجارة المنتوجات الفلاحية. وقال المسؤول الفرنسي إنه "مندهش" من التطور المضطرد الذي شهدته في السنوات الأخيرة جهة طنجةتطوانالحسيمة، وخاصة في المجال الصناعي مع قدوم شركات كبرى عالمية، بما في ذلك مصنع "رونو"، والبنيات التحتية الأساسية التي استفادت منها المنطقة، مشيرا إلى أن جهة (باكا) مدعوة لتحذو حذو جهة طنجةتطوانالحسيمة في المجال الاقتصادي. وأبرز رئيس جهة (باكا) أن "فرنسا اليوم في حاجة الى المغرب أكثر من أي وقت مضى، للتغلب على المشاكل الخطيرة التي تواجهها، خصوصا في ما يتعلق بالتهديدات الإرهابية"، مشيرا إلى أن المملكة المغربية تعد مثالا يقتدى به على الصعيد الاقليمي بفضل الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تنعم به وتشبثها بقيم السلام والتسامح وقبول الآخر.
ويندرج توقيع اتفاقية الشراكة في إطار الزيارة التي يقوم بها وفد من رجال الأعمال وممثلي جهة (باكا) يترأسه رئيس الجهة ميشيل فوزيل ، للمشاركة في منتدى "المغرب - باكا"، قصد الاطلاع على مناخ الأعمال في جهة طنجةتطوانالحسيمة وفرص الاستثمار وتطوير التعاون المشترك مع نظرائهم المغاربة. ويتضمن برنامج منتدى الاعمال "المغرب - باكا"، الذي سيستمر الى اليوم الاربعاء، تنظيم ورشات عمل، حول مناخ الأعمال والإطار القانوني والمالي والضريبي بالمغرب وشهادات رجال أعمال فرنسيين مقيمين في المغرب، ولقاءات ثنائية بين رجال الاعمال المغاربة والفرنسيين وأخرى ثنائية بين المقاولات المغربية ونظيرتها الفرنسية. كما يتضمن برنامج المنتدى زيارات ميدانية لمواقع صناعية بجهة طنجةتطوانالحسيمة، ولمصنع "رونو" والمناطق الحرة وميناء طنجة المتوسط. ويتم تنظيم منتدى "المغرب- باكا " في إطار برنامج (قطب المتوسط)، وهو مبادرة تم إطلاقها بدعم من المجلس الجهوي لجهة (بروفانس ألب كوت دازور) في إطار المخطط الجهوي لتدويل المقاولات وفتح آفاق التوسع دوليا، عبر شبكة وكالات التنمية الاقتصادية "أنيما" وغرفة التجارة والصناعة الدولية بجهة (باكا) والوكالة الجهوية للإبتكار وتدويل المقاولات، بشراكة مع وكالة تنمية اقاليم الشمال والغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب.