- رويترز: من بين قتلى هجمات باريس الأسبوع الماضي شقيقتان كانتا تحتفلان بعيد ميلاد صديق واحدة منهما مهندسة معمارية واعدة والثانية موسيقية موهوبة أطلق عليهما الرصاص وهما تقومان بالتسوق في وقت متأخر. كانت السمة المشتركة بينهما أنهما مسلمتان قتلتا في المذبحة العشوائية التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية". ومعظم ضحايا العنف الذي ترتكبه الدولة الإسلامية وجماعات جهادية أخرى مسلمون لانها تشن معظم هجماتها في دول مسلمة وغالبا ما تهاجم طوائف اسلامية أقل تطرفا مثل الشيعة والصوفيين الذين تعتبرهم كفارا. وأعلنت "الدولة الاسلامية" المسؤولية عن الهجوم على "فرنسا الصليبية" مشيرة الى ان كل الفرنسيين مسيحيون. وبينما المسلمون هم ثاني أكبر طائفة في أوروبا فان وقوع مذبحة هناك من المرجح بدرجة كبيرة ان يودي بحياة بعض المسلمين. وقال ياسر اللواتي المتحدث باسم جمعية التصدي للاسلاموفوبيا (كراهية الإسلام) في فرنسا "داعش تقتل مسلمين بالآلاف على مدى سنوات في افريقيا والشرق الاوسط". وقال "والان يقتلون مسلمين في فرنسا." وأضاف "كلمة:إسلامي في اسمهم هي مجرد ذريعة يستخدمونها في فكرهم. انظر الى سلسلة الهجمات التي نفذوها. ليس هناك نهاية". وتشكل الاقلية المسلمة في فرنسا وهي الاكبر في الاتحاد الاوروبي نحو ثمانية في المئة من السكان. ومن واقع القوائم التي نشرت لمقتل 129 شخصا في مذبحة يوم الجمعة الماضي تم التعرف على نحو ستة في المئة منهم بواسطة أسرهم واصدقائهم. وهم مسلمون أو لهم أصول عرقية في الدول التي يغلب على سكانها المسلمون. مواطن مثل أي شخص آخر حليمة وهدى سعدي شقيقتان من أصل تونسي كانتا تحتفلان بعيد ميلاد صديق لهما في مقهى لا بيل ايكيب حيث يعمل شقيقهما خالد. حليمة أم لطفلين وعمرها 37 عاما وهدى تبلغ 35 عاما. كانتا تجلسان في شرفة خارج المقهى ومن بين 19 ضحية قتلوا في الهجوم هناك. وقال خالد لتلفزيون آي تيلي ان المهاجمين "وصلوا على عجل وأطلقوا النار على كل من كانوا في الشرفة. قتلوا جميع الاشخاص بمن فيهم شقيقتاي." وقال عبد الله وهو شقيق آخر "نحن مجرد مواطنين مثل أي شخص آخر نحب اسرتنا ونحب الناس... نحن ثمانية من الإخوة والأخوات والان أصبحنا ستة." وهناك ضحية أخرى في نفس المقهى كانت جميلة هود (41 عاما) ابنة مهاجرين جزائريين وكانت تعمل في متجر للازياء. وكان أمين ابن المبارك (29 عاما) مهندسا معماريا نشأ في المغرب وجاء الى فرنسا للدراسة. وكتب استاذه السابق مارك آرمينجود في إشادة به "والداه أرسلاه الى بوردو ليدرس الطب لكنه انزلق بعيدا لباريس ليدرس الهندسة المعمارية ولفت انتباهنا على الفور." وتشير مواقع على الإنترنت إلى أن بين الضحايا خير الدين صاحبي (29 عاما) وهو عازف موسيقى له فيديو على موقع يوتيوب. ويقول بارتيميلي جوبير رئيس جامعة السوربون في باريس التي كان يدرس فيها صاحبي فإن صاحبي "عازف كمان مبدع من الجزائر.. وهو نشيط للغاية في مجتمع الموسيقى التقليدية في الجامعة." لا اللون ولا الدين يشفعان جاءت الأخبار بشأن الضحايا بوسائل متنوعة. فقال رجل في كاليفورنيا على فيسبوك إن ابن عمه محمد أمين بن مبارك قتل في واحدة من الهجمات وإن زوجته أصيبت بثلاث رصاصات وهي في حالة حرجة. وأكدت القنصلية المصرية في باريس أن المصري صلاح عماد الجبالي (28 عاما) توفي في الهجوم على صالة باتاكلان. وأعلن لاسانا ديارا لاعب كرة القدم الفرنسي من أصل مالي كان يلعب في استاد فرنسا عند بدء الهجوم على صفحته على فيسبوك أن ابن عمه أستا دياكيتي قتل في الهجوم. وطلب من محبيه الفرنسيين "الاتحاد في مواجهة الإرهاب الذي لا يعرف لونا ولا دينا".