احتفى أطفال مدينة أصيلة، أمس الأربعاء، بإبداعاتهم الفنية، وذلك خلال حفل اختتام مشاغل الفنون التشكيلية للدورة ال 41 لموسم أصيلة الثقافي الدولي. المشهد الذي رسمته الورشة بدا مغايرا تماما، حيث يتحرك الأطفال بفخر بين لوحاتهم، فيما يتولى مشرفوهم من الفنانين مهمة توجيههم وتأطيرهم، وذلك عبر استفساهم حول ما يجيش بخواطرهم وما يودون التعبير عنه من خلال الرسم مستقبلا، حيث راهنت فكرة المشغل على الخيال الحر بشكل أساسي، لتعليم الأطفال الطريقة الصحيحة للرسم ولتدريبهم بتكرار الأمر لعدة مرات حتى يعتادوه. وأبان فنانو المستقبل عن قدرات فنية عالية، سواء تعلق الأمر بالرسم أو فن الصباغة أو الجداريات، ليؤكدوا من جديد على أن أشياء صغيرة قادرة على رسم ملامح حكاية تاريخية في مجال الفن التشكيلي. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة، قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بن عيسى، إن ما وصلت إليه اليوم مشاغل الأطفال جاء نتيجة عمل جبار أشرف عليه فنانون شباب وأساتذة، مضيفا أن موسم أصيلة ظل وفيا منذ بداياته الأولى في دعم وصقل الجيل الصاعد فنيا وآدبيا، حيث أصبح الكثير منهم اليوم أسماء لامعة كل من موقعه. وأبرز بن عيسى، أن مدينة أصيلة لطالما أنجبت للمغرب خيرة الفنانين، الذين حملوا اسم بلدهم في أرقى المعارض، مؤكدا على استمرار هذا التقليد السنوي المتمثل في ضخ دماء جديدة في الجسد الفني للمدينة. ، وأوضحت الفنانة التشكيلية والمسؤولة عن مشاغل الأطفال، السيدة كوثر الشريكي، أن ما يميز دورة هذا العام هو الإقبال الكبير من قبل الأطفال، ليس فقط أبناء أصيلة ولكن من مختلف المدن المجاورة، مضيفة أن العدد تجاوز ال 300 طفل وطفلة. كما أشادت بالالتزام الكبير الذي أبان عنه المبدعون الصغار طيلة فترة التدريب، حيث اتخذوا الأمر أكثر من مجرد ترفيه أو سد فراغ، معتبرة أن هذا الأمر سيشكل اللبنة الأولى لتخرج المزيد والمزيد من الفنانين. من جانبهم، عبر الأطفال وأولياء أمورهم، عن السعادة الغامرة التي اجتاحتهم وهم يكرمون على ما قدموه من لوحات ورسومات، وعلى فخرهم بالانتماء إلى مدينة ارتبط اسمها بالفن والجمال. وقد عرف الحفل تكريم الفنان التشكيلي الكبير وشاعر الخزف الفني، إبن مدينة أصيلة، موسى الزكاني، عن تاريخه الحافل وعن مجموع أعماله التي تجاوزت حدود المغرب، حيث تمت دعوة الأطفال إلى الاستفادة من التجربة التشكيلية الطويلة لهذا المبدع الطلائعي. وشمل برنامج الدورة ال41 لموسم أصيلة، علاوة على تنظيم سلسلة من الندوات الفكرية والعلمية، برمجة ورشات في الفن، استضافت رسامين ونحاتين من المغرب ومختلف دول العالم. *هاجر الراضي مبعوثة وكالة المغرب العربي للأنباء