- و م ع: تعكس الوتيرة المتسارعة التي يشهدها مسلسل تنزيل المشاريع التي يتضمنها برنامج "طنجة الكبرى" ، الرغبة الملكية الأكيدة في تحقيق طفرة تنموية رائدة بهذه المدينة ودعم التنافسية الاقتصادية للجهة ككل، عبر تأهيل البنيات الأساسية والخدمات الاجتماعية، وذلك بالموازاة مع إطلاق الاوراش الكبرى المهيكلة. وتضع مختلف هذه المشاريع المواطن، وتحديدا الشباب ، في صلب الاهتمام وهو الأمر الذي تجلى اليوم بوضوح من خلال إطلاق وتدشين الملك محمد السادس لمشاريع هامة تندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتروم تطوير ملكات الشباب ومحاربة الانحراف والهدر المدرسي، والنهوض بظروف اشتغال الباعة المتجولين. وتنسجم مختلف هذه المشاريع تمام الانسجام، مع جهود الملك محمد السادس، الرامية إلى تفعيل سياسة القرب، وتعزيز أوراش العمل الاجتماعي، ومحاربة الهشاشة، وتعزيز البنيات التحتية الأساسية، والنهوض بتنمية بشرية شاملة ومستدامة. وهكذا ، وانطلاقا من المكانة الجوهرية التي تحتلها فئة الشباب ضمن النسيج الاجتماعي ومساهمتها الوازنة في الدفع بعجلة التنمية، انخرطت مدينة طنجة ، على غرار باقي حواضر المملكة، في درب إحداث سلسلة من البنيات الرامية إلى تكوين وتأهيل وتطوير قدرات الشباب، وذلك سعيا إلى إفساح المجال أمام هذه الفئة الاجتماعية لتطوير مهاراتها وصقل مواهبها في شتى المجالات، وبالتالي تهييئ الأرضية المواتية لاندماجها الفاعل والمتفاعل في النسيج السوسيو- اقتصادي، إن على المستوى المحلي أو الوطني. وتتعزز هذه البنيات اليوم، بتدشين مركز لتكوين وتقوية قدرات الشباب بحي أرض الدولة، ومركب سوسيو- اقتصادي ورياضي بحي مسنانة، وإطلاق أشغال إنجاز قاعة مغطاة متعددة الرياضات بحي مغوغة الكبيرة. كما تمت برمجة إنجاز ثلاثين ملعبا للقرب بمختلف أحياء المدينة، في إطار برنامج "طنجة الكبرى" بشراكة مع متدخلين آخرين مثل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وعمالة طنجة- أصيلة، والجماعة الحضرية لطنجة، وذلك بهدف محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، وتمكين الأطفال والشباب المنحدرين من أوساط معوزة من الاستفادة من إطار ملائم لممارسة أنشطتهم الرياضية. وتبرز أهمية هذه الفضاءات الاجتماعية بامتياز، من خلال أدوارها الحيوية المتمثلة في تطوير قدرات الشباب وصقل مواهبهم وتمكينهم من فضاءات تتيح ولوجهم السلس لمزاولة انشطة رياضية وترفيهية إلى جانب مساهمة هذه الفضاءات في تنشيط الحياة السوسيو- ثقافية ومساعدة الشباب على اكتشاف ذواتهم وتفتق ملكاتهم في شتى مجالات الإبداع. كما تأتي هذه المشاريع النموذجية لتعزز مختلف البنيات المماثلة المحدثة على مستوى جل مدن المملكة، كما هو الشأن بالنسبة لعاصمة البوغاز ، التي يحتل الشباب مكانة جوهرية في نسيجها الاجتماعي، بما يؤكد الضرورة الملحة لإحداث المزيد من هذه المرافق كفضاءات مواتية لتفتق المواهب وتطوير المهارات وتعزيز الخبرات، وذلك في أفق تكوين شباب مؤهل لولوج سوق الشغل والمساهمة بفعالية في التنمية المحلية، إلى جانب إغناء الحياة الجمعوية والثقافية والإبداعية على مستوى المدينة. والأكيد أن هذه البرامج الضخمة، تعكس الحرص الدائم لصاحب الجلالة على مواصلة مسلسل تأهيل الأقطاب الحضرية للمملكة، وتمكينها من بنية تحتية متينة ومشهد حضري متناغم وجذاب، فضلا عن تزويدها بمختلف المرافق الحيوية الكفيلة بمواكبة الطفرة العمرانية والاقتصادية والديموغرافية التي تعيش على إيقاعها، ومن ثم ضمان تطور متوازن ومندمج ومستدام لهذه الحواضر الكبرى. وفي هذا الصدد فإن برنامج "طنجة الكبرى" ، الذي أطلقه الملك في 26 سبتمبر 2013، جاء لرفع التحديات الحضرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المطروحة على هذا التجمع الحضري بشمال المملكة، وتحقيق تنمية مندمجة ومتوازنة وشاملة للمدينة ، وقد تمت بلورته ليكون نموذجا حضريا رائدا في المغرب وبالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.