طنجة24- السعيد قدري: منذ سنوات شكلت سياسة إعادة تأهيل قطاع القنص التي اعتمدتها المديرية الإقليمية للمياه والغابات بطنجة ابرز التحديات الراهنة التي بدأت تعطي ثمارها، في ضل تسجيل نتائج جيدة، ساهمت في بلورتها كذلك الظروف المناخية الملائمة التي أثرت إيجابا على الغطاء النباتي ومكنت من توفير الماء والكلأ للوحيش، وأيضا بفضل تكثيف جهود ترتكز بالأساس على تنظيم جمعيات القنص السياحي بهدف تأهيل مجال القنص، وتدبيره بشكل جيد، وضمان احترام فترات توالد وتكاثر الوحيش، الشيء الذي أدى إلى تعزيز الاستثمار في قطاع القنص السياحي، و ساهم في خلق فرص العمل على الصعيد المحلي، خاصة وأن المنطقة تعتبر الوجهة المفضلة للسياح المغاربة والأجانب الذين يجذبهم تنوع الطرائد. تدابير لرهانات تتحقق انطلق موسم القنص بالمغرب أمس الأحد، وانطلقت معه كل أشكال الاستمتاع لدى محبي هذه الهواية المتميزة، هواة يسعون اليوم إلى فرض واقع آخر من خلاله يتمكنون من فسح المجال أمام سياح واقتحام فضاءات غابوية بالمغرب وبجهة طنجةتطوان . إقليمي الفحص أنجرة وطنجةأصيلة، أضحى اليوم بمساحته مكانا لتعزيز فرص الاستثمار في رياضة القنص السياحي بالجهة بالنظر إلى ما يتوفران عليه من مؤهلات طبيعية مهمة ساهمت فيه عوامل التنوع النباتي، وتنوع الوحيش، وكذا تواجد أكثر من 700 قناص منتشرين على ما يقارب 20 جمعية قنص (كل جمعية بها 45 منخرط)، زيادة على جمعية سياحية أخرى (سوشانور) التي تبلغ مساحتها الإجمالية ما يقارب 3400 هكتار، وهي بالمناسبة عبارة عن شركة قنص سياحية خاصة، هدفها الأول الدفع قدما لتعزيز فرص الاستثمار في هذا المجال. المساحة الإجمالية بالإقليمين والمخصصة للصيد والتي تصل ل 72 ألف هكتار، تعتبر هي الأخرى من بين الإغراءات التي تستدعي التدخل لحمايتها وجعلها ملاذا آمنا لفرص استثمارية واعدة مع تسجيل عدد لا بأس به من ممارسي هواية القنص القادمين من جهات أخرى خارج المنطقة، وكذا من خارج التراب الوطني للاستمتاع بهذه الرياضة. ولخلق نموذج من التصور السياحي الفعال لهواية القنص بالجهة،أكد مصدر بمندوبية المياه والغابات بمديرية طنجة، أن الأخيرة اتخذت كافة التدابير الكفيلة بنجاح موسم القنص لهذه السنة، من بينها إحداث مداومة للمصلحة لتمكين الصيادين من اقتناء رخص القنص،و مد القناص بكل الوثائق المطلوبة، زيادة على إجراءات مهمة من قبيل إعداد التصاميم والتعريف بالمحميات المتواجدة بالإقليم، وللتذكير فقط -يضيف مصدرنا-بعض هذه المحميات الطبيعية أعطيت الأوامر بمنع الصيد بها، وهي محميات تهدارت، جبل موسى، والرميلات، ولكي تمر عملية هذه السنة في ظروف جيدة قامت المديرية الإقليمية- حسب ذات المصدر- بإعداد التصميم الخاص بجميع المحميات المتواجدة بإقليمي طنجةأصيلة والفحص أنجرة، هدفها بالأساس التعريف بالمحميات ذات الأهمية البيولوجية، دون إغفال انه وبعد أن تم إعداد التصميم الذي سبق ذكره، تم توزيعه على جميع الجمعيات والقناصين المتواجدين بالمنطقة، كما توصلت السلطات المحلية بنسخ منه. من جهته أكد مسئول بالمديرية الجهوية ، إلى أن الاستعدادات لموسم القنص الجديد والتي اتخذتها المديرية الإقليمية بطنجة، ومن أجل تطوير القطاع وتقنينه، عقد اجتماع خاص مع أعضاء جمعيات القنص لغرض حثهم على تجديد الإشارات المتواجدة في حدود المحميات، وذلك لتمكين باقي القناصة التقليديين من الصيد ومزاولة هوايتهم في الأماكن التي لا تتواجد بحدود المحميات ، وذلك في إشارة خاصة بالقناصة الغير المنخرطين في الجمعيات نظرا لعدم توفرهم على الإمكانيات الهامة في هذا المجال. محاربة القنص العشوائي ظاهرة القنص العشوائي تعتبر من بين الأهداف التي سطرتها المديرية لمحاربتها بشكل جدي خلال هذه السنة، ولتحقيق هذا الغرض يضيف- مصدر خاص من المديرية الجهوية- اتخذت المديرية تدابير تكثيف المراقبة على القنص الغير المشروط،و الذي أصبح بالفعل يشكل آفة خطيرة على الوحيش بالمنطقة، لأنه لا يراعي إشكالية نفوق العديد من الحيوانات عبر استنزافها في الظروف الغير القانونية. ويعد القنص الغير المشروع، من بين المعضلات والمشاكل التي يعانيها القناصون بالجهة، ولهذه الغاية، كشفت مصادر خاص في اتصال مع صحيفة طنجة 24 الالكترونية،تم تكثيف المجهودات بشراكة مع باقي الفاعلين والسلطات المحلية من اجل وضع حد لمثل هذه التصرفات التي تشهدها العديد من المناطق خصوصا في الفترات الليلية التي تصعب فيها المراقبة،وللغاية نفسها لم يتم تسجيل أي حالة من هذا النوع خلال اليوم الأول من موسم القنص، مقارنة مع السنة المنصرمة ، وبهذه المناسبة- يقول مصدرنا - ثم حث الصيادين المنضويين تحت لواء الجمعيات على احترام قوانين القنص المعمول بها، والإبلاغ عن كل من سولت له نفسه الإخلال بمثل هذه القوانين الجارية . وللتذكير فقط فقد أصبح بإمكان القناصة بالجهة الاستفادة من عملية رفع الطرائد المصطادة من أربع إلى خمس طرائد حسب النوع، عكس السنة الماضية وذلك بعد مشاورات وجلسات تمت مع جل الجمعيات المنتمية للمنطقة، فكل صياد مثلا له الحق في اصطياد حوالي 5 حجلات وأرنب واحد و5 قنيات. نحو تأهيل القطاع مديرية المياه والغابات ومحاربة التصحر بطنجة، اكدت في سياق متصل ،أن الإجراءات الميدانية الناجحة التي باشرتها المصالح المعنية بمختلف مناطق إقليمي طنجةأصيلة والفحص انجرة، ما هي إلا ثمرة جهود المديرية من اجل الرفع من مستوى رياضة القنص بالجهة كلها والتي أضحت تشكل فرصة نحو تحقيق التنمية المستدامة والمشاركة في بلورة تأهيل حقيقي للقطاع. وهكذا مثلا مكنت التدابير المتخذة من التقليل من عدد المخالفات المرتكبة في هذا الإطار، عبر تفعيل المراقبة الميدانية للصيادين، والرفع من قيمة الغرامات المفروضة، وتوفير الحراسة بمختلف المحميات، إضافة إلى الأدوار التحسيسية والتواصلية مع مختلف الفاعلين في ميدان القنص خصوصا الجمعيات. وتميزت فترات القنص لهذا العام اعتماد المديرية إستراتيجية تتوخى تأهيل القطاع وتنظيمه وضمان التنمية المستدامة للأنظمة الإيكولوجية وحماية الثروات الطبيعية، انطلاقا من خمس قواعد أساسية تهدف إلى محاربة القنص العشوائي الذي يشكل حسبها تهديدا حقيقيا للموارد الوحيشية، ممجالات المكرية والمؤجرة لفائدة جمعيات القناصة، وكذا اتخاذ عدة خطوات لتنمية القنص السياحي لخلق فرص شغل ن خلال المبادرة إلى تنويع الرصيد الوطني من الوحيش، وتنظيم الصيادين وإدماجهم في تدبير مجالات القنص، والعمل على تشجيع وتأهيل العلى الصعيد المحلي والمساهمة في تنمية مداخيل المغرب من العملة الصعبة، إضافة إلى تنمية الشراكات والتعاون الدولي في مجال القنص.